السؤال
كنت حاضراً خطبة جمعة منذ قليل، وتكلم الإمام عن بعض صفات الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ومنها: أنه كان يرى خلفه، ويحوِّل بريقه الماء من مالح إلى عذب، ويرى في الظلام. ما صحة هذه الكلام؟
كنت حاضراً خطبة جمعة منذ قليل، وتكلم الإمام عن بعض صفات الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ومنها: أنه كان يرى خلفه، ويحوِّل بريقه الماء من مالح إلى عذب، ويرى في الظلام. ما صحة هذه الكلام؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فأما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يرى من خلفه، فهذا حق، وثابت، وهذا من معجزاته -صلى الله عليه وسلم-، روى البخاري، ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: هل ترون قبلتي هاهنا، فوالله لا يخفى عليَّ ركوعكم ولا سجودكم، إني لأراكم من وراء ظهري.
وروى مسلم عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أيها الناس! إني أمامكم، فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود، فإني أراكم من أمامي ومن خلفي.
وأما أنه حول الماء المالح إلى عذب: فلا نعلم في ذلك إلا ما رواه ابن السكن عن همام بن نقيد السعدي قال: قدمتُ على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت يا رسول الله: حفرنا لنا بئراً، فخرجت مالحةً، فدفع إليَّ إداوةً فيها ماء، فقال: "صبه"، فصببته فيها، فعذبت، فهي أعذب ماء بئر باليمن. ذكر هذا الأثر الإمام الصالحي في كتابه "سبل الهدى والرشاد" 9/463، والله أعلم بمدى صحة هذا الأثر.
وأما أنه كان يرى في الظلام: فقد روى ابن عدي، والبيهقي، وابن عساكر عن عائشة -رضي الله عنها-، وروى البيهقي، وابن عساكر عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، قالا: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يرى بالليل في الظلمة، كما يرى بالنهار في الضوء. أورد هذا الأثر الإمام الصالحي أيضاً في المصدر المتقدم 2/24.
غير أن أهل العلم والتحقيق لم يذكروا من معجزاته: تحويل الماء المالح إلى عذب، ولا رؤيته صلى الله عليه وسلم بالليل في الظلمة، في الوقت الذي أجمعوا على أنه كان صلى الله عليه وسلم يرى من خلفه.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني