السؤال
لو سمحتم أنا تعبانة جدا ونفسيتي تعبت معي لدرجة الانهيار، بكل بساطة أنا متزوجة منذ 4 سنوات وزوجي صاحب مركز ومثقف فهو دكتور أعجب بي وخطبني ـ يعني زواج غير تقليدي ـ لكن في نفس الوقت لم يكن بعد قصة حب، والآن حياتي جحيم بكل معنى الكلمة فهو حسب شعوري لا يحبني، بل يكرهني هكذا أشعر، وعندي ولد الله يحفظه، وزوجي لا يتحدث معي وكل ما سألته عن شغله أو يومه يجيبني أنه لا يوجد شيء مهم يحكى، ولا يحب أن يخرج معي مشوارا، لست من مستواه الثقافي ولا مناسبة لسنه، ومجرد أن أعاتبه بأي شيء فصوته يصل إلى آخر الدنيا ويهينني بالألفاظ ودائما يههدني بالطلاق، لا توجد علاقة حميمة بينا إلا ما ندر وهو أصلا عنده مشكلة وحتى وإن حدثت بصراحة بالنسبة لي تكون بقمة القرف، أنا أصغر منه ب 12 سنة وكل يوم يأتي إلى البيت يجدني ألبس له أحلى لبس وأعمل ما علي وأحضر الطعام وكل شيء لكن طبعا هو لا يرى لي ولا حسنة، لكن عندما أغضب على ابني أو يحدث مني خطأ فورا يراه ويغضب، خدوم لغيري وعندي ليس عنده استعداد أن يأخد ابني إلى الدكتور، من الممكن أن يتحدث مع غيري بالساعات ومعي ولا كلمة، أشعر أنه يراني هبلة أو لا أملأ عينه، مع العلم أنني متعلمة وأشتغل بشهادتي وبكل بساطة لا ينظر لي على أنني امرأة نهائيا انصحوني وساعدوني، تركت الغلط والتعرف على الناس على الإنترت والتحدث معهم، ساعدوني .
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمرأة الكيسة العاقلة لا تعجزها حيلة تصل بها إلى قلب زوجها وفهم كيفية التعامل معه، ولا سيما إذا كانت مثقفة تعى الأمور وأسبابها وتنزلها منزلتها، وما ذكرت عن زوجك من رفع الصوت بالسب والإهانة وعدم المبالاة وغير ذلك كله خلاف العشرة الحسنة المأمور بها في كتاب ربنا سبحانه: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19}.
وقال: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ {البقرة:228}.
فإذا عرف كل من الزوجين ما عليه وأدى حق الآخر استقامت الحياة الزوجية وعمرت بالحب والمودة مع أنه لا بد من التغاضي عما يمكن التغاضي عنه من المساوئ:
فمن ذا الذي ترجى سجاياه كلها * كفى المرء نبلا أن تعد معائبه.
وينبغي النظر دائما إلى الجوانب الايجابية والمشرقة في كل طرف لتمحو زلته وإساءته وتغفر له بسببها على حد قولهم: وإذا جاء الحبيب بذنب واحد *جاءت محاسنه بألف شفيع.
وما دام بينكما ولد فما ننصحك به أيتها الأخت هو علاج تلك المشاكل بحكمة وتناسي الزلات والتماس المعاذير مع النصح والمصارحة لمعرفة أسباب عدم الرغبة في حديثه معك أوخروجه لتتنزها معا وغير ذلك مما تجدينه عليه، وإذا قابلت سيئته بالإحسان والصبر الجميل فستملكين قلبه وإذا أحبك أطاعك، إن المحب لمن يحب مطيع ودفع السيئة بالحسنة يورث المودة والحميمية، قال تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت:34}.
فجربي هذه الوسائل لعلها توصلك إلى غايتك ـ بإذن الله ـ وأما ما ذكرت من التعرف إلى أشخاص آخرين فإن ذلك باب شر وفتنة فتحه الشيطان ليجرك إليه ويهدم به بيتك ويوبقك به بالوقوع في سخط الله عز وجل فإياك إياك أن تستمري في ذلك فتتبدلي الخبيث بالطبيث وتخوني زوجك وتعصي ربك فتهلكي نعيذك من ذلك فاستغفري الله واستتري بستره وسدي تلك الأبواب واقبلي على زوجك ولعل كثيرا مما ذكرت سببه هو تلك الأمور المحرمة التي وقعت فيها وكما قيل: المستجير بعمرو عند كربته * كالمستجير من الرمضاء بالنار.
والله أعلم.