السؤال
عندى سؤال الرجاء الرد عليه في أقرب وقت: أعمل في شركة مطاحن حارسا على البوابة الرئيسية ومسؤول عن الدخول والخروج لجميع العاملين بها وأتت إلي امرأتان تسألان عن صاحب العمل فقلت لهما غير موجود، ومن قبل قد أبلغني صاحب العمل أن أقول لكل من يسأل عنه إنه غير موجود مهما كان، فقالتا لي أنت تكذب وهو موجود، ولن نصدقك حتى تقسم بالله أنه غير موجود، فقلت والله العظيم إنه غير موجود ثم انصرفتا، وأنا الآن في حيرة، هل كذبت وعلي كفارة؟ أم أنا بذلك مطيع لصاحب العمل وليس علي شيء؟ الرجاء الإفادة في هذا الأمر، لأنه يهمني جدا جدا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من المعلوم عند المسلم أن الكذب حرام، وتكون حرمته أشد وعقوبته أغلظ إذا تعمد الشخص الحلف عليه كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 135512.
وبالتالي، فليس من شك في أنك قد أخطأت في تعمد الحلف على الكذب، فإن هذه اليمين هي المسماة عند الفقهاء باليمين الغموس، وكفارة ذلك هو بالمبادرة بالتوبة النصوح إلى الله تعالى منه، والإكثار من الحسنات التي تذهب السيئات، فإن التوبة النصوح تمحو ما قبلها، كما قال تعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {82}.
وقال صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
وفي رواية: الندم توبة... رواه ابن ماجه وغيره وحسنه الألباني.
وقال تعالى: إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ {هود:114}.
وذهب بعض أهل العلم إلى وجوب إخراج كفارة يمين في مثل هذه اليمين، ولذلك فإن الأحوط لك أن تخرجي عنها مع التوبة.. كفارة يمين، وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة، فإن لم تجدي شيئا من ذلك فصومي ثلاثة أيام.
هذا، وكان بإمكانك أن تتجنبي الحلف على الكذب بأن تتخلصي من هذا الموقف بالتورية والتعريض بشيء آخر كما قالوا: في المعاريض مندوحة عن الكذب، وانظري الفتوى: 1126.
والله أعلم.