الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم اليمين الكاذبة التي يتوصل بها إلى أخذ المال بغير حق

السؤال

أعمل في شركة مبيعات ويكون معي سائق، وأثناء توجهنا لمنطقة العمل انفجر إطار السيارة وانقلبت بنا وتوفي زميلي في الحال، وترفض شركة التأمين دفع أي مبلغ لأسرة السائق باعتباره من وجهة نظرهم متسببا في الحادث، ولأنه من وجهة نظري غير متسبب في الحادث
فهل يجوز لي أن أقول إنني أنا الذي كنت أقود وقت الحادث، حتى يتمكن أولاده من صرف مبلغ التأمين، وإذا كان يجب علي أن أقسم أنني أقول الحق.
ثانيا: قبل الحادث بعت من البضاعه بمبلغ 800 جنيه، وبالخطأ أبلغت شركتي شركة التأمين أن البضاعة لم يتم بيع أي شيء منها وتم تعويضهم على أن البضاعة كاملة دون نقصان، هذا المبلغ معي الآن وأعتقد أنه من حق شركة التأمين، ولكن لا أستطيع رده إليهم
فهل يمكنني أن أتصدق به على أهل المتوفى، أرجو مسامحتي واعتباره سؤالا واحدا، لأنه في نفس الموقف، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيحرم عليك أن تكذب على الشركة بأن تدعي أنك كنت السائق، وذلك من الغش والخداع، قال صلى الله عليه وسلم: من غشنا فليس منا. رواه مسلم.

وإذا ضم إلى ذلك اليمين الكاذبة ازداد الإثم، وإذا توصل بها الى أخذ مال الغير بدون حق كان الأمر أشد، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس.

والمال الذي من حق شركة التأمين يجب رده إليهم بأي طريقة ممكنة، ولا يجزئ الصدقة به إن كان يمكن رده للشركة فإن تعذر رده إلى الشركة فإنك تتصدق به على الفقراء أو تصرفه في مصالح المسلمين، فإذا كان أهل المتوفى فقراء فإنه يجوز الصدقة عليهم، وإن كانوا أغنياء فلا يجوز، وراجع الفتاوى رقم: 3519، 71774، 3739.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني