الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطر الاسترسال مع الوساوس

السؤال

أعتذر على تكرار الأسئلة المتعلقة بالوسوسة عن العقيدة .!
أصبحت وبشكل يومي أبكي، - الحمد لله على نعمه - والحمد لله الذي عافاني من وساوس كثيرة كانت تصيبني، في بداية الأمر لم أكن أوسوس بالعقيدة، كنت أوسوس بالطهارة والصلاة، لكنني ولله الحمد تجاوزتها ولم أعد أوسوس، فكنت عندما تأتيني وسوسة أعرض عنها و أرتاح، لكنني الآن أعاني من الوسوسة في العقيدة وأعاني من كيفية الإعراض عنها، فعندما أعمل عملا أشك في حكمه [ هل هو كفر أم لا ] تأتيني الوسوسة بأنه كفر ، فأقول في نفسي: اعرض عنها ولا تلتفت للوسوسة، ثم بعدها تأتيني وسوسة وتخبرني: ماذا لو لم تكن هذه وسوسة ؟ ماذا لو كان بالفعل هذا الفعل الذي فعلته كفرا ؟ هكذا لن يقبل الله عملك لأنك فعلت عملا أخرجك من الملة، وكل ما سوف تعمله سوف يصبح هباء منثورا إن لم تتب، لذلك من الأفضل التوبة .! ، لكني أخبر نفسي بأني لست متيقنا بكفري لجهلي بحكم فعل هذا الأمر ، فتأتيني الوسوسة وتخبرني: ماذا لو كان هذا الفعل من الأشياء التي علمت من الدين بالضرورة ؟ هل تعتبر معذورا و أنت لست من الذين يعذرون بجهلهم كـ[حديثي العهد بالإسلام ] ، ثم أضطر للذهاب والتحقق من حكم هذا الشيء وهل هو من الأشياء التي علمت بالضرورة أم لا.! كمثال [ رجل مصاب بالوسوسة بالعقيدة، سب الدين وكان لا يعلم بأنه كفر ، ثم قال في نفسه: أنا لم أكفر وهذه وسوسة ] هل يعذر لجهله أم لا يعذر ؟ وكيف لي أن أعرف إن كان هذا مما علم من الدين بالضرورة أم لا ، وهناك وسوسة تأتيني وهي الوسوسة التي تجعلني أبكي كثيرًا ، الوسوسة هذه تذكرني بفعل عملته بالماضي وأشك هل هو كفر أم لا ، ثم أقول في نفسي جميع الأعمال التي عملتها من يوم عملت هذا العمل لهذا اليوم ذهبت هباء منثورا من صلاة وصوم وذكر لله ودعاء لله، وأنت الآن مثلك مثل الذي بدأ من الصفر ، وأن علي أن أعيد الأعمال الواجب علي فعلها مثل العمرة التي اعتمرتها لأني لم أتب من فعل هذا الشيء وما زلت كافرا للآن، والطريقة التي أفعلها لكي أتخلص من هذا الأمر أتوب عن فعل هذا الأمر الذي تذكره، لكن بعد يوم أو يومين أتذكر فعلاً آخر، وتبدأ الوسوسة مرة آخرى .! ، ماذا علي أن أفعل إذا حدثت نفسي أني عملت عملا مخرجا من الملة [ وكان بالفعل مخرجا من الملة - أرجو التفصيل لي إن كان مما علم بالدين بالضرورة وإن كان مما لم يعلم بالدين من الضرورة ] لكني لا أعلم أنه مخرج من الملة. هل إعراضي عن حديث نفسي واعتباره وسوسة يكفي، أم علي البحث في حكم فعل هذا الأمر ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بلغ منك الوسواس مبلغا عظيما، ولا علاج لك إلا في الإعراض عن الوساوس وعدم الالتفات إلى شيء منها، وما كان مما مضى فلا تفكر فيه ولا تلتفت إليه، وامض في عبادتك لربك عالما أنه سبحانه لا يضيع أجر المحسنين، وأن ما عملته من طاعات لن يذهب سدى، ومهما وسوس لك الشيطان بأنه قد حصل منك ما يوجب الردة فادرأ عنك هذه الأفكار، واعلم أن الأصل بقاؤك على الإسلام وأن هذا اليقين لا يزيله مجرد الشك، ونحن قد بينا موجبات الردة في الفتوى رقم: 146893 ونحن واثقون بأنك والحمد لله لم تقترف شيئا منها، فهون عليك ودع عنك هذه الأفكار التي يلقيها الشيطان في قلبك ليصدك عن الطاعة ويحول بينك وبين العبادة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني