الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العلاج الأمثل لوساوس الطهارة والصلاة

السؤال

إخواني في الله عندي بعض الأسئلة أتمنى منكم الإجابة الشافية عليها:
السؤال الأول: لا أستطيع أن أصلي صلاة لوحدي، وكذلك الوضوء بسبب الشك، ويوميا أغتسل مرتين بسبب الشك في خروج المني أثناء النوم، والشك معي في الأمور الدينية دائما، وفي الطهارة كذلك للأسف.
وسؤالي: هل أعتبر موسوسا ؟ وهل ينطبق علي حكم عدم الالتفات للشك؟ عدم الالتفات للشك سهل بالنسبة لي، ولكن ماذا لو كان الشك صحيحا !! مثلا في الصلاة لو شككت بأنني لم أركع فلم ألتفت للشك وأكملت الصلاة، وفي الواقع أنني لم أركع. فهل صلاتي خاطئة ولا تقبل ؟؟ إذا كان الجواب: (لا، ليست خاطئة وهي مقبولة) فهل من دليل من القرآن أو السنة؟ والله إني تعبت من هذه الوساوس والشكوك. لولا الله ثم أخي الصغير لكنت قد تركت الصلاة والعياذ بالله، والغسل من الجنابة هل تكفي النية وتعميم البدن كاملا بالماء ؟؟ هل هذه الطريقة ترفع الحدث الأكبر ؟؟
ومشكلتي الثانية هي خروج المذي وهو: (سائل شفاف لزج بلا رائحة) بعد النوم يوميا؛ وأحيانا في أوقات مختلفة، وأيضا أشك في خروجه عند الدوام فلا أجد وقتا لأتأكد وأنظر لقضيبي. ماذا لو نزل بالفعل ولم أتأكد ؟؟
هل من علاج يا إخواني ساعدوني وجزاكم الله كل خير وعافية دنيا وآخرة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان الحال ما ذكر فلا ريب في كونك مصابا بهذا الداء العضال الذي هو الوسوسة، نسأل الله لك العافية، والعلاج الأمثل لهذه الوساوس هو أن تعرض عنها وألا تلتفت إلى شيء منها، وانظر الفتوى رقم: 51601 ، ورقم: 134196 ، فمهما شككت في أنك تركت عضوا من أعضاء الطهارة أو شيئا من أفعال الصلاة فلا تلتفت إلى هذا الشك، واقطع واجزم بأن عبادتك صحيحة، لأنك متعبد بالأحكام الظاهرة ولا تحاسب على ما في نفس الأمر لو كان على وفق الوسوسة، فأهمل هذه الوساوس بالكلية ولا تسمح للشيطان أن يبذر في قلبك بذورها، ودليل صحة عبادتك مع الإعراض عن الوساوس هو قوله تعالى: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ. {الحج:78}. وقوله سبحانه: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا {البقرة:286}. وفي الفتويين اللذين أحلناك عليهما كلام كثير للعلماء حول هذا المعنى وفيه كفاية إن شاء الله.

وأما الغسل بهذه الطريقة فهو مجزئ يرتفع به الحدث، وأما المذي فإذا شككت في خروجه فلا تلتفت إلى هذا الشك ولا تفتش وتبحث هل خرج أو لا؟ وانظر الفتوى رقم: 118682 ، فإذا تيقنت من خروجه فيلزمك حينئذ ما يلزم من خروج المذي، ولا يلزمك أن تغتسل مع الشك في خروج المني فإن الأصل عدم خروجه، فيكفيك أن تبني على هذا الأصل، وبالجملة فإنه كلما عرض لك الوسواس في باب من أبواب الدين فينبغي لك أن تعرض عنه ولا تعيره اهتماما ريثما يعافيك الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني