السؤال
قمنا باستشارة حضرتكم في أحد الأمور وكانت الإجابة في هذه الفتوى التي تحمل الرقم: 186315، التي تحلل القراءة الجماعية وفق رأي جمهور من أهل العلم. لكن واجهنا أمرا آخر يتعلق بذات الموضوع، وهو: هل يتعارض ما نقوم به مع مبادئ وسنن النوازل التي تعتمد بشكل أساسي فقط على الدعاء؟ والدعاء مشروع وواجب في وقت المحن، لكن ألا يحق لنا قراءة القرآن أو حتى قيام الليل من أجل نفس الهدف وهو الفرج؟ مع بيان السبب من التحليل أو التحريم والأدلة الشرعية بارك الله فيكم، توضيح: هناك الفتوى ذات الرقم: 180401، تحمل شبه إجابة لسؤالي، لكن سؤالي يحدد حالة النوازل خصوصا، وأريد لهذه النقطة بالذات فتوى، فنحن في كرب شديد حيث يستلزم منا الأمر طرق جميع الأبواب بالدعاء وراءه القرآن وقيام الليل.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الاجتهاد في أنواع الطاعات من أعظم ما يرجى به تفريج الكروب وكشف الخطوب، ودلائل هذا كثيرة جدا، وقد قال الله تعالى: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ {البقرة:45}.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلى. رواه أبو داود. وفي رواية ابن جرير: كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة.
وقد شرعت صلاة الاستسقاء استجلابا للنعمة وصلاة الكسوف استدفاعا للنقمة، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: داووا مرضاكم بالصدقة. رواه الطبراني وغيره.
وقد أخبر الله تعالى أن تقواه هي سبيل تيسير ما عسر وتسهيل ما حزن، قال سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا {الطلاق:2}. وقال: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق:4}.
ولا ريب في أن الطاعات المذكورة وغيرها من تقوى الله تعالى، وبما ذكرناه وبغيره يتبين بوضوح أن الاجتهاد في الأعمال الصالحة عموما بالقصد المذكور أمر حسن لا حرج فيه، ونحن نسأل الله تعالى أن يكشف بلطفه ما نزل بالمسلمين من بلاء.
والله أعلم.