الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

انتشر في الفترة الأخيرة العديد من الشيوخ الذين لا نعرف مصدر علمهم وهل هو قراءة كتب فقط أم ماذا؟ وهذا الأمر سبب لي مشكلة نفسية، لأن بعض هؤلاء يكون لهم فتاوى شديدة التطرف ويسيئون في نظري للمسلمين أكثر من نفعهم، ولأني أعيش في مدينة يسكنها العديد من الشيوخ المشهورين جداً فأحياناً أراهم في المساجد وفي الشوارع، فأجد مثلا شيخا يدعو للزهد ثم أجده يملك العديد من السيارات وأكثرها فارهة وفخمة، وأنا لا أحكر عليه نعمة الله وفضله ولكن لماذا لا يكون هو القدوة بحكم أنه شيخ ويدعو للزهد ..ولأني كنت أعيش في السعودية وكانوا أناسا طيبين رغم ما يقال عنهم هنا، ولما رجعت إلى مصر وجدت بعض أصحاب اللحى والملتزمين قليلاً ما يبتسمون ويردون بشدة على كل من خالفهم في فكرهم، وأقول البعض وليس الكل، ولكن لا أعرف لماذا تقترن هذه الأفعال بأصحاب اللحى رغم أنني أعرف أنها سنة وقد عزمت ـ إن شاء الله ـ على أن أترك لحيتي عندما أكبر ولكن هؤلاء لا يشعرونني بسماحة الإسلام فمثلاً أنتم دائما لسانكم جيد في الفتوى ودائما ترحبون وتدعون لكل من سألكم سؤالا وأنتم مثال جيد للمسلمين ولا نزكي على الله أحداً، أما غيركم من بعض شيوخ الجدد فإما أن يكون غليظ اللسان وإما أنه لا يعرف شيئاً عن الدين ويتكلم من الكتب فقط وأنتم تعرفون أن من كان شيخه كتابه إلخ.... وفوق ذلك أنا كثير التصفح على الإنترنت فتقابلني بعض المقالات التي تشوه صورة الكثير من الشيوخ ويتضح لي في آخر الأمر أنها شيعية.. فأرجوكم اشرحوا لي سبب هذا وكيف أعرف الشيخ الورع المتعلم الذي يستحق أن يقال عنه إنه شيخ سلفي مجتهد وبين شيوخ المصلحة والتجارة بالدين.... وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق أن بينا السبيل لتمييز الدعاة وأهل العلم الذين يؤخذ منهم العلم وينتفع بدعوتهم، وذلك في الفتوى رقم: 170705، وما أحيل عليه فيها من فتاوى فلتراجع.

واعلم أن الأصل إحسان الظن بالمسلمين ـ فضلا عن الدعاة وطلبة العلم ـ وحمل أقوالهم وأفعالهم على أحسن الوجوه، فالواجب الحذر من إساءة الظن بالدعاة واتهامهم بالسوء دون بينة ظاهرة، كما ننبهك إلى أن الزهد لا يستلزم ترك المباحات، وإنما العبرة بحال القلب وتعلقه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ... إذا سلم فيه القلب من الهلع واليد من العدوان كان صاحبه محمودا وإن كان معه مال عظيم، بل قد يكون مع هذا زاهدا أزهد من فقير هلوع.

ثم اعلم أن الكمال عزيز والعاقل يحرص على ما ينفعه ولا يصده عن الانتفاع بما عند العالم ما يعلم عنه من الزلات، فالحكمة ضالة المؤمن، وراجع في ذلك الفتويين رقم: 93432، ورقم: 103867.

وأخيرا ننبه السائل إلى أن إعفاء اللحية واجب على الكبار والشباب، ولا رخصة خاصة للشاب في هذا الأمر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني