الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم كتمان الزواج عن الأم

السؤال

أنا شاب أبلغ 22 سنة بكلية الهندسة من مصر، وفي رمضان الفائت رزقني الله سبحانه وتعالي بأن أدخلت امرأة أمريكية عمرها 30 سنة في الإسلام، ولكن بمجرد دخولها الإسلام إذا بأهلها وكل من كان له صلة بها يبتعدون عنها وينفرون منها ويحاربونها بسبب دخولها الإسلام، ولم تعد لها صلة بأي أحد في بلدها ـ أمريكا ـ فقررت أن أحضرها إلى مصر وأتزوجها وأتكفل بها فأكسب بها عند الله أجرا، وحيث إنني زرعت زرعة طيبة بإدخالها في الإسلام فسأهتم بها حتى تثمر، مع العلم أن عندها طفلتين تعيشان مع والدهما، وأنا أعمل أثناء دراستي وفي فترات الإجازة ومتفوق في دراستي وبقيت لي سنة، وأعمل بعده في مجالات متعددة ولي دخل، حاولت أن أطرح الموضوع على أهلي وكان هناك رفض شديد من والدتي، لكن والدي تقبل الموضوع ورحب به ولكن أمي كانت ترفض بشدة وقالت لي لا أنت ابني ولا أعرفك لو تزوجتها، فقمت بتهدئتها ثم أغلقت الموضوع حتى قمت بطرحه مرة أخرى بشكل آخر مقنع أكثر، فقالت لي افعل ما تريد ولكنني لست موافقة ولست راضية عن هذا الزواج، وأنا لا أستطيع مهما كان أن أتزوج من لا أريد، ولكني أقدم طاعة الله سبحانه وتعالى على كل شيء، مع العلم أن الفتاة ولله الحمد دخلت عن اقتناع تام ثم لبست الحجاب وحدها باقتناعها، ومازالت تتعلم وهي سعيدة وأنا أراها أفضل من عديد من الفتيات هنا بمصر حيث إنها طيبة جدا. فرجاء إفتائي هل يجوز أن أتزوجها وأمي غير راضية؟ وهل يجوز أن أتزوجها وأخفي أمر زواجي عن والدتي حتى أحاول أن أحببها فيها؟ وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يثيبك خيرا، وأن يوفقك دائما إلى نشر دينه والدعوة إليه وأن يتقبل ذلك منك، ولا شك في أن الدعوة إلى الله لها فضل عظيم وثواب جزيل، وقد ضمنا الفتويين رقم: 21517، ورقم: 37677، بعض النصوص الدالة على فضل الدعوة إلى الله فلتراجع.

وإن كانت هذه الفتاة قد أسلمت، وحسن إسلامها واستقام حالها، وأمكن زواجك منها، فذلك أمر حسن تنال به الأجر العظيم بإذن الله تعالى، وابحث عن سبيل لإقناع والدتك، واشفع إليها بمن له وجاهة عندها، فإن وافقت فالحمد لله، وإن أصرت على الرفض، ولم يكن لاعتراضها ما يسوغه شرعا، جاز لك الزواج ولو من غير رضاها، واجتهد بعد ذلك في محاولة كسب ودها وانظر الفتوى رقم: 76303، وهي في ضوابط طاعة الوالدين.

ولا حرج عليك في كتمان أمر الزواج عن أمك، ولكن قد يكون إعلامها بالأمر من أول وهلة، ومواجهتها بالأمر الواقع أفضل فوازن بين الأمرين، واعمل بما يغلب على الظن رجحانه، واستشر في ذلك بعض الثقات الناصحين، وفي نهاية المطاف إن تيسر لك الزواج منها فذاك، وإلا فاقطع كل علاقة لك معها حذرا من أسباب الفتنة، ولا بأس بأن تبحث لها عن رجل صالح يتزوجها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني