السؤال
هل ارتداء الملابس السوداء للأرملة حرام حتى لو انتهت فترة عدتها فقد سمعت أن فيها تشبهًا بالنصارى, وأن التشبه بهم حرام, فهل هذا القول صحيح؟
مع العلم أني أرتدي الملابس السوداء منذ وفاة زوجي كتعبير عن حزني الشديد عليه, وليس لي نية أخرى غير هذه, فهل أنا آثمة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يحسن عزاءك في زوجك, وأن يخلف عليك خيرًا منه.
وبخصوص سؤالك نقول: إن التشبه بغير المسلمين فيما هو خاص بهم من لبس وغيره حرام, وهذا أمر معلوم, ولكن هل لبس الأسود خاص بالمسيحيات دون غيرهن في بلد السائلة؟
الذي علمناه عن بلد السائلة هو أنه لا فرق بين المسيحيات والمسلمات في لون اللباس, وأنهن جميعًا يلبسن الأسود في مناسبات التعازي وما إليها؛ وعليه فيكون لبس الأسود ليس تشبهًا ولا حرج فيه لغير الحاد ولا للحاد أيضًا ما لم يكن زينة, علمًا بأن الحداد لا يجوز أكثر من فترة العدة كما أن ما انتشر في بعض البلاد من تخصيص لبس السواد للحداد والامتناع عن غيره ولو لم يكن زينة لا أصل له, وتراجع الفتوى رقم: 35476 للمزيد عن حكم لبس الملابس السوداء في الإحداد، ومدة الحداد.
هذا وننبه إلى أنه يجب الرضا بالقضاء, وتسليم الأمر لله تعالى, ولا يجوز إظهار التسخط عليه, واعلمي أن أعظم ما تحفظين به عهد زوجك هو الاستغفار له, والترحم عليه, وإهداء ثواب القرب إليه.
والله أعلم.