السؤال
ما حكم الذي يصلي وهو كاره للصلاة أو كسلان بناء على الصداع والضعف العام والحالة الاجتماعية فهذا بالطبع يسبب الضيق في أي عمل من الأعمال وأكبر مشكلة أني حينما أكون متضايقة أصلي بسرعة دون استيعاب مع نسيان كثير وتذبذب أيضا في الصلاة ولكني أجبر نفسي على الصلاة خوفا من الله لكن دون خشوع في الصلاة
فهل أنا مخطئة في هذا وهل (الله ) عز وجل يعذر المسلمين الذين يخطئون بسبب ضيق الحال الذي لا يطاق؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمؤمن لا يكره الصلاة لذاتها وإلا لم يكن مؤمنا ، لكن قد يصاب بالكسل أحيانا وقد يؤدي الصلاة دون إقبال وخشوع لسبب من الأسباب كالمرض والانشغال ، وعلى هذا فإن على السائلة أن تؤدي الصلاة في وقتها بخشوع وحضور حسبما تستطيع ولا يجوز لها الإسراع المخل بأركان الصلاة وواجباتها وإلا لم تصح الصلاة ، فإن كانت ترجو زوال السبب المانع من الخشوع والحضور في الصلاة قبل خروج وقتها فلها أن تؤخرها لتؤديها مع الراحة والطمأنينة ، فقد سئُل الشيخ ابن باز ـ رحمه الله تعالى: هل يجوز تأخير الصلاة عند الشعور بالتعب الشديد حتى أرتاح، لأتمكن من إتقان الصلاة؟ وهل يجوز إعادة الصلاة عند السرحان الكثير فيها وعدم التركيز؟ فكان مما قاله في الجواب: فالواجب على المؤمن والمؤمنة العناية بالصلاة وأن يكملها ويتم ركوعها وسجودها، لكن إذا كان في أول الوقت عنده تعب فإنه لا بأس أن يستريح فالأفضل له أن يستريح ولو صلاها في أثناء الوقت، لأنه إذا صلاها في أثناء الوقت ولو في آخره مع الراحة والطمأنينة والخشوع كان أفضل من صلاتها في غير خشوع ولا طمأنينة، لكن لا يؤجلها إلى خروج الوقت، لا بد أن تفعل في الوقت، فالتأخير إلى نصف الوقت، أو آخر الوقت للحاجة الشرعية من التعب، أو شدة المرض، أو نحو ذلك لا بأس بذلك. انتهى.
وما تشعر به السائلة من ثقل العبادة يزول بالمجاهدة ، فإن العبد لا يزال يجتهد في طاعة الله تعالى ويحمل نفسه عليها حملا حتى تطاوعه نفسه على الطاعة فيؤديها طواعية لا كرها , ويزول عنه هذا الاستثقال، ويحصل له انشراح الصدر بالعبادة والأنس بها، والذي يؤدي العبادة طيبة بها نفسه أعظم أجرا من الذي يؤديها ضيقا بها صدره، وإن كان الثاني لا يخلو عن ثواب؛كما سبق بيانه في الفتوى رقم : 167179، وانظري الفتوى رقم : 170807، للاطلاع على بعض النصائح لمن يشعر بعدم الرغبة في الصلاة
والله أعلم.