الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يرتكب بعض المعاصي ويقصر في بعض الواجبات بسبب حالته النفسية

السؤال

جزاكم الله خيرا على جهدكم الملموس في خدمة المسلمين، وقضاء حوائجهم، وأسأل الله أن يجعله في موازين حسناتكم آمين.
أعاني منذ فترة لا تقل عن أربعة عشر عاما من اضطراب مزاجى(نوبات اكتئاب شديدة وطويلة، وفترات قليلة من الانبساط الزائد عن الحد) ومصحوب بأعراض جسدية كالخمول والإرهاق. وهذه الأعراض تتسبب فيما يلي:
1-في نوبات الانبساط القليلة أشعر برغبة شديدة في النظر للنساء بشكل لم أعتده من نفسي، وأقع بالفعل في النظر إلى ما حرم الله سواء بالشارع أو على الشاشات، مع كوني متزوجا ومقتنعا بزوجتي، وغير شديد الشهوة، فإذا تحسنت حالتي عدت إلى طبيعتي وغضضت بصري بسهولة-ولله الحمد- فهل أنا معذور شرعا بمرضي؟
2-الخمول ونوبات الهم تدفعني للعزلة بشكل لا يمكن مقاومته، مما يسبب التقصير في أمور واجبة كصلة الأرحام، والأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، وطلب العلم، وكذلك الوقوع في بعض المحرمات كالانفعال على الأهل والوالدة-حفظها الله-مع أنني بار بها -ولله الحمد-لكن الاكتئاب أحيانا يجعلني عابسا غير حليم، هذا مع معرفتها بمرضي والتماس العذر لي، وعدم الغضب مني.
فهل أنا مؤاخذ بتقصيري أم أنا معذور بمرضي أيضا؟
وبم تنصحون -بارك الله فيكم-؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأصل أنك مكلف مسؤول عن أفعالك وأقوالك، إلا إذا كان ما يصيبك يسلبك الإرادة فتكون معذورا حينئذ، وانظر الفتوى رقم: 68209.

والذي ننصحك به أن تعرض نفسك على طبيب نفسي مختص، فإنه ما من داء إلا وله دواء –بإذن الله-، واحرص على مجاهدة نفسك قدر استطاعتك، ولا تستسلم للخواطر السيئة والأخلاق المذمومة، فعن أبي الدرداء قال: العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم، ومن يتحر الخير يعطه، ومن يتوق الشر يوقه. رواه الخطيب في تاريخه.
وأكثر من ذكر الله ودعائه فإنه قريب مجيب، ولمزيد من الفائدة يمكنك التواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني