السؤال
أعيش أنا، وزوجي، وأولادي في دولة عربية، لأن الأحوال في بلدنا الأصلي متدهورة اقتصاديا وأمنيا. وزوجي ولله الحمد يعمل في وظيفة مرموقة ذات دخل عالي، والحمد لله أولا وأخيرا. زوجي أصغر إخوته، وله أربعة إخوة كبار، كلهم يسكنون مع والديه في بلدنا الأصلي، الآن ذهب زوجي لزيارة أهله في بلدنا الأصلي، ووجد أن غلب إخوته لديهم مشاكل زوجية (هداهم الله) ووجد أباه في المستشفى من شدة الحزن على حال أبنائه. الأب خرج الآن من المستشفى، ولكن المشكلة الكبرى أنه تعلق بابنه الصغير (زوجي) وهو يطلب منه الآن أن يبقى معه حتى يساعده في حل مشاكل إخوته الآخرين، ويقف بجانبه معنويا، مع العلم أن الأب مرتاح وغير محتاج ماديا، وصحته جيدة الحمد لله، ولكنه تعب من مشاكل أبنائه الآخرين، كما أن حماتي (زوجته) موجودة معه، وأكبر أبنائه يسكن معه في نفس البيت. والأبناء كلهم أناس يحملون شهادات عليا، وكلهم يعملون في وظائف جيدة. يعني أن له أربعة أبناء أكبر من زوجي في نفس البلد، ومع ذلك يطلب من زوجي البقاء معه ومساعدته لحل مشاكلهم.
عرض زوجي على أبيه أن يحضره في زيارة طويلة، أو حتى أن يقيم معنا هنا في البلد العربي (وقد وافقته ورحبت بالفكرة) حتى يرتاح الأب قليلا، وتتحسن نفسيته، لكن الأب لا يريد أن يغادر البلاد الأصلية ويترك باقي أولاده. وهو يرجو زوجي أن يستقيل ويترك عمله ويقيم معه حتى يحل مشاكل إخوته الكبار ! .
أغيثوني أرجوكم سنفقد مستقبل أولادنا، ووظيفة لا تعوض، ووضعا لا يمكن أن نجد مثله.
فهل يرضى الله عز وجل أن يبطر الإنسان على النعمة ويتركها هكذا؟
ولكن من ناحية أخرى لا أريد أن أشجع زوجي على أن يعق أباه. وأنا أعلم الحديث القائل: (أنت ومالك لأبيك). زوجي لا يقصر مع والديه، وأنا أشجعه على ذلك، ويعلم الله أني أحثه على ذلك (حتى يبرني أولادي بالمقابل ) لكني أجد نفسي عاجزة عن تحمل هذه التضحية الكبيرة بمستقبلنا بدون سبب واضح، فإخوان زوجي كبار بالغون، عاقلون، مسؤولون عن حل مشاكلهم، ولا أعتقد أنهم سيلتفتون لأخيهم الصغير، أو ينتظرون مشورته، أو يعملون برأيه! والأب لا يحتاج لزوجي لا ماديا ولا صحيا.
فهل يضحي زوجي بمستقبله ليدعم أباه معنويا فقط، ويحل لإخوته الكبار مشاكلهم الزوجية ؟
لو أمكن أن توجهوا خطابكم للأب.
وأفيدونا من الكتاب والسنة وبالأدلة ماذا نقول له؟ وكيف نحاول أن نرضيه ونرضي الله عز وجل أولا وأخيرا؟
وادعوا لنا، ولأهل زوجي بالهداية والفرج ولجميع المسلمين. وجزاكم الله خيرا.