الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما يلزم إذا قال سأعقد شراكة مع الله قاصدا التصدق بنسبة مما يربح

السؤال

منذ العامين تقريبا كنت أقرأ كثيرا عن مجال التسويق الالكتروني(الربح بالعمولة) فظننت أنه باستطاعتي أن أجني منه المال فقمت بقول إني سأقيم بعقد شراكة مع الله(ولا أعلم من أين أتيت بهذا الأمر) أن أي أموال تأتي لي من هذا الأمر سوف يكون لله فيها 10% أي للمحتاجين . وبنسبة كبيرة تساءلت (لأن الموضوع منذ عامين ولا أتذكر الموضوع ) هل هذا نذر ؟ فقلت إن شاء الله سأعتبره صدقة ونسيت الموضوع تماما؛ لاني لم أجْنِ المال من هذا الموضوع، ونسيت معظم الذي كان في قرارة نفسي.
ومنذ حوالي 3 أشهر اتصل بي قريب لي وأخبرني بأني سوف أعمل في مجال التسويق الالكتروني عند أحدهم في دولة عربية، وأنا الآن في هذه الدولة، ولكني حتى الآن لم أقم بالعمل في هذه المهنة، ولا أعلم إن كنت سأعمل بها أم لا.
المهم أني دائما أفضل أن آخذ جانب الأمان في مثل تلك الأمور ولكن هذا الموضوع يؤرقني؛ لأني على وشك الحصول على راتبي الأول ولكني لم أقم بعمل أي تسويق الكتروني ولا أعلم إذا كنت سأقوم بهذ المهنة أم لا.
فبدأت أتساءل هل هذا نذر أم لا؟ فبدأت أعتبر هذا الموضوع نذرا.
أقرأ الكثير من على النت والحاسب في مجالات عملي، هل يجب اخراج النسبة 10% إذا حصلت على أي وظيفة؟ فكانت الإجابة عندي نعم على أي وظيفة.
إذا قمت بعمل مشروع في يوم من الأيام هل يجب إخراج نسبة الـ 10% على صافي الربح أم على المبيعات؟ فأجيب نفسي بإجمالي المبيعات.
هل لو بدأت بتسويق تلك المنتجات على الانترنت وبدأت البيع على الانترنت ؟ أخرج النسبة على المبيعات أم على الربح ؟ كانت أيضا المبيعات.
هل من الممكن أنا تخرج هذه النسبة لأمي؟ فأجبت نفسي لا، وحددت شخصا آخر مع العلم أن أمي ليس لها مصدر دخل.
دائما ما كانت إجاباتي تتجه نحو الأمان وأخاف أن تكون هذه الإجابات قد تحولت إلى نذور، وأنا الآن أعتبر أي شيء له علاقة بالحاسب يجب إخراج نسبة الـ 10% حتى وإن كان حاسبا عند الكاشير. أرجوكم أفيدوني ولا تتجاهلوني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان ما صدر منك هو قولك "سأعقد شراكة مع الله " وقصدت به أن يكون لله حق فيما تكسبه من التسويق الإلكتروني، وحددت نسبة 10% منه تخرجها صدقة للمحتاجين . فهذا نذر يلزم الوفاء به ، وأما لو لم تكن قصدت النذر، وإنما نويت وعدا منك أن تتصدق بتلك النسبة مما ستجنيه ولن تبخل على الفقراء فيما لو رزقك الله من ذلك السبيل فهذا لا يعتبر نذرا. والصيغة التي تلفظت بها (سأعقد شراكة مع الله) أو أنك ستتصدق بنسبة عشرة بالمائة مما تكسبه من ذلك المجال لا تشعر بالالتزام مالم تكن قصدت بها النذر والالتزام . وهناك فرق بين النذر ومجرد الوعد كما بينا في الفتوى رقم: 60871.

وعلى كل فلو تصدقت بتلك النسبة من أي مبلغ تكسبه من مجال التسويق الإلكتروني فإن ذمتك تبرأ بذلك سواء كنت قصدت النذر أومجرد الصدقة على المحتاجين .

وأما الهواجس التي خطرت ببالك هل قصدت كل عمل؟ وهل المحتاجون من بينهم الأقربون أم لا؟ فذلك كله لا تأثير له ولا ينبني عليه شيء، بل المعتبر ما حددته في عبارتك، وقد ذكرت أنك عينت ما ستتصدق منه بما تكسبه من التسويق الالكتروني، وعليه فلا يدخل فيه المعاملات التي تجريها من خلال الانترنت وهي ليست تسويقا كالشراء والبيع وغيره ، كما أنه لا حرج عليك في دفع تلك النسبة التي ستتصدق بها إلى أمك ما دامت محتاجة سواء على سبيل النذر ، أوالتبرع بالصدقة، وهكذا كل محتاج قريب يجوز لك دفع تلك النسبة إليه، والأقربون أولى بالمعروف، والصدقة على القريب صدقة وصلة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني