السؤال
ما قول علماء الدين فيمن يخاف الرياء والشرك الأكبر خوف النار من الماء؟
وماذا يفعل من أصيب بعجب؟
ما قول علماء الدين فيمن يخاف الرياء والشرك الأكبر خوف النار من الماء؟
وماذا يفعل من أصيب بعجب؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعلى المرء المسلم أن يخاف من الشرك والرياء, ويفتش عنه في نفسه لأجل السلامة منه، فقد كثر خوف العلماء والعباد من هذه الأمة من الرياء في أعمالهم, وكثر اتهامهم لأنفسهم لشدة خفائه وغموضه، وأحسن علاج لذلك هو التفقه في أمور العقيدة, وإخلاص العبادة لله تعالى, وكثرة الاستغفار من الشرك, ففي الحديث عن أبي موسى الأشعري قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك، فإنه أخفى من دبيب النمل, فقال له من شاء الله أن يقول: وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله؟ قال: قولوا: اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئًا نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه. رواه أحمد، وحسنه الألباني.
وروى البخاري في الأدب المفرد عن معقل بن يسار قال: انطلقت مع أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أبا بكر؛ للشرك فيكم أخفى من دبيب النمل, فقال أبو بكر: وهل الشرك إلا من جعل مع الله إلهًا آخر؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده، للشرك أخفى من دبيب النمل، ألا أدلك على شيء إذا قلته ذهب عنك قليله وكثيره؟ قال: قل: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم. وصححه الألباني.
وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتذاكر المسيح الدجال، فقال: ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ قال: قلنا: بلى, فقال: الشرك الخفي، أن يقوم الرجل يصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل. رواه ابن ماجه وأحمد، وحسنه البوصيري والألباني.
وقال عليه الصلاة والسلام: إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر, قالوا: يا رسول الله، وما الشرك الأصغر؟ قال: الرياء، إن الله تبارك وتعالى يقول يوم تجازى العباد بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون بأعمالكم في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء. رواه أحمد، قال المنذري: بإسناد جيد. وصححه الألباني.
قال المناوي في فيض القدير: قال الغزالي: ولذلك عجز عن الوقوف على غوائله سماسرة العلماء فضلًا عن عامة العباد, وهو من أواخر غوائل النفس وبواطن مكايدها..إلى أن قال - أي المناوي -: قال ابن القيم: الشرك شركان: شرك متعلق بذات المعبود وأسمائه وصفاته في أفعاله، وشرك في عبادته ومعاملته... إلى أن قال: الشرك في عبادته أخف وأسهل فإنه يعتقد التوحيد، لكنه لا يخلص في معاملته وعبوديته, بل يعمل لحظ نفسه تارة, ولطلب الدنيا والرفعة والجاه أخرى، فلله من عمله نصيب, ولنفسه وهواه نصيب, وللشيطان نصيب, وهذا حال أكثر الناس, وهو الذي أراده المصطفى صلى الله عليه وسلم هنا، فالرياء كله شرك. انتهى.
وقد سبق بيان علاج العجب وطريق التخلص منه في الفتاوى التالية أرقامها: 139877 - 151803 - 118700.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني