السؤال
هل يجوز أن أشهر موقعًا إلكترونيًا لنشر الكتب مقابل أجر مادي؟ حيث يحوي هذا الموقع على مكتبة مجانية, وإصدارات أحدث الكتب, وأخبار الكتب, وخدمات أخرى: كنشر الكتب, مع حفظ حقوق النشر لأصحابها وحقوق المؤلفين, وأيضًا القيام بعمليات بيع الكتب إلكترونيًا وغيرها من الخدمات, والمشكلة أنه ورد في الموقع ما يلي: هل هناك أي ممنوعات بالنسبة لموضوعات الكتب؟
"لا توجد شروط ولا ممنوعات، لا فكرية, ولا دينية, ولا سياسية, ولا أخلاقية، فكل هذه معايير متفاوتة من أحد لآخر، ومن مرجعية ذهنية إلى أخرى، ومن دين إلى آخر، ونحن لا ننصب أنفسنا كمرجعية, نحن نبيع كتبًا، ولا نبيع أفكارًا أو قناعات, الكاتب هو المسؤول عن كتابه, حتى ولو كان يقول كفرًا، فالعرف يقول: ناقل الكفر ليس بكافر" فما رأيكم؟ هل يجوز لي الكسب من الإشهار لهذا الموقع أم لا؟ أريد جوابًا صريحًا بالنفي أو الإيجاب, فلم أستطع الحكم على الكتب, هل فيها ما هو دال على الشر أو ما ينافي الشرع أم لا.
ملاحظة أخرى: بعض أغلفة الكتب في الموقع تحوي صورًا للنساء, ويمكنكم الاطلاع على الموقع من الرابط التالي: (http://www.e-kutub.com/)
جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا لم يكن الغالب على هذا الموقع الترويج للكتب المناقضة للإسلام فلا بأس من الدلالة عليه مقابل أجرة يدفعها إليك، ولا يؤثر في ذلك ما ذكرته من كون الموقع يستقبل أي كتاب يريد صاحبه تحميله بغض النظر عن مضمونه؛ لأن المعاملة التي بينك وبينه معاملة مشروعة, والموقع يشرع الدخول إليه, وتصفح الكتب التي به, وعلى زائره أن ينتقي من الكتب ما هو نافع مفيد, وينأى عن كتب الشر, وكذلك لو عرضت له صورة لا يحل النظر إليها فليغض بصره عنها, وإلا كان الوزر عليه, وانظر الفتوى رقم: 168201.
وعلى أصحاب الموقع ضبط ما يتم في الموقع من تحميل الكتب ونشرها فيمنعوا الكتب التي تدعوا للرذيلة وتشيع الفاحشة والكفر؛ لئلا يكونوا شركاء لأصحابها بإعانتهم لهم على نشرها في موقعهم, وقاعدة: ناقل الكفر ليس بكافر لا تنفعهم في هذا؛ إذ المقصود بها مجرد الحكاية, لا الإقرار والإعانة عليه بالطباعة والنشر ونحو ذلك , وما يفعلونه ليس حكاية, فأيما كتاب شر نشر بموقعهم ولم يزيلوه مع اطلاعهم عليه فهم شركاء في الإثم لصاحبه وناشره, وعليهم إثم من يضل بسبب ذلك النشر, وللفائدة انظر الفتوى رقم: 45316.
والله أعلم.