الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تجوز مقاطعة الوالد الذي يقترف الفواحش

السؤال

اكتشفت أن والدي يمارس العادة السرية, علمًا أنه ضعيف جنسيًا, ووالدتي إنسانة مريضة بضغط الدم, كان يجبرها على ممارسة الجنس ليرضي رغباته, ومؤخرًا سمعته يتحدث هاتفيًا مع أحد أصدقائه ليتفق معه على ممارسة اللواط, وأيضًا لإحضاره إلى منزلنا ليعاشر والدتي, وتمت مواجهته مع خالي وأمي, علمًا أن والدي مدمن على المواقع الإباحية؛ نتيجة لذلك تجنبته, وتوقفت عن الكلام معه منذ أن علمت بالموضوع, وهو بالمقابل لم يعترف بعد المواجهة بأخطائه تجاهنا, ولا يزال يسمعني كلامًا مثل: (الله يغضب عليكِ), فهل أنا في هذه الحالة عاقة لوالدي؟ علمًا أنني غير متزوجة, والحمد لله لم أقصر في حقوق الوالدين سواء ماديًا, أو معنويًا, لكني نفسيًا غير قادرة على تقبل والدي نهائيًا, وأنفر منه لأنه لا يزال يمارس العادة السرية, وفي أوقات أسمعه وهو في حالة يرثى لها ومخجلة.
أرجوكم, ساعدوني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فحق الوالد من البر والإحسان لا يسقط بارتكابه للمحرمات، فقد أمر الله بالإحسان للوالدين حال إشراكهم ودعوتهم الولد إلى الشرك، قال تعالى: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا {لقمان:15}، فلا يجوز لك مقاطعة والدك، وعليك ببره، ومناصحته بالرفق واللين، وادعي الله له بالهداية والمعافاة من هذه البلايا, وراجعي الفتاوى: 101006 168309.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني