الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

امتناع الموظف عن إصدار شهادات مزيفة هو الصواب

السؤال

هناك خلاف شديد بين أحد الزملاء وبين رئيس العمل, فهو يطلب من الزميل إصدار شهادات أو ما يفيد بأن التحليل الخاص بالمياه شكره الأدوية التي نعمل بها سليم, وليس فيها أي مخالفة, والزميل يرفض بشدة, ويصر على إصدار شهادة بالحقيقة, وهي أن المياه فيها مشكلة, وقال له: أحد الزملاء إن ما يطلبه منه رئيسه في العمل تحصيل حاصل, وتكميل ورق لتقديمه في الزيارات وأثناء التفتيشات القادمة من الخارج المعنية بهذا الأمر, وليس فيه تحريم.
أرجو الإفادة, وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فامتناع العامل من تزوير شهادات بخلاف الحقيقة هو الصواب, مهما كان الغرض منه, وأمر المدير بذلك لا يبيح ارتكابه, ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وينبغي أن يشكر على امتناعه عن التعاون مع مديره على الحرام, فقد قال تعالى: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:2} ومن كان مع الله كان الله معه, وفي الحديث عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا فقال: يا غلام: إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك, احفظ الله تجده تجاهك, إذا سألت فاسأل الله, وإذا استعنت فاستعن بالله, واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك, ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك, رفعت الأقلام وجفت الصحف. رواه أحمد وغيره.
قال الملا علي القاري في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: (احفظ الله) أي: أمره ونهيه (يحفظك) أي: يحفظك في الدنيا من الآفات والمكروهات, وفي العقبى من أنواع العقاب والدركات جزاءً وفاقًا، فإن من كان لله كان الله له.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني