السؤال
والدي مؤذن في مسجد قريب من البيت, وهو غير منتظم جدًّا في الأذان, ففي أحيان كثيرة لا يذهب إلا على وقت الإقامة, وسؤالي هو: في بعض الأحيان نذهب إلى السوق أو مدينة أخرى قريبة وأكون أنا السائق, فإذا بقي وقت قليل للأذان ونحن في الخارج فما الحكم في هذا الحال؟ هل أستمر في التسوق مع والدي وآثم؟ أم أني لا آثم لأن والدي لم يذهب للأذان؟ أم أنه يجب عليّ الذهاب إلى منزلنا القريب من المسجد؟ مع العلم أني تقريبًا لم أفتح معه هذا الموضوع لأنه كبير في عمره, ووالدي, وأشعر بالخجل منه, وأعتقد أني إن قلت له فسوف يغضب مني, وأيضًا ما الحل إذا حان وقت الأذان ووالدتي هي من تريد التسوق, ووالدي يريد المنزل؟ وفي الحال هذا قد تغضب مني الوالدة.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان والدك يخل بعمله فالإثم عليه وحده, ولا يلحقك منه شيء, قال تعالى: وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ {الأنعام:164} لكن ينبغي لك أن تنصحه بالحسنى؛ لأن إخلاله بعمله حرام, ويحرم عليه من مال الراتب بمقدار ما أخل فيه, ويكون مالًا حرامًا فيأكل الحرام؛ فعليك بنصحه وبيان الحكم الشرعي له بالتي هي أحسن, وانظر فتوانا رقم: 18800.
وإذا كنتم في مكان وبقي للأذان وقت فذكر والدك بأن الأذان قريب, واسأله هل نرجع للمسجد, فإن أبى وفوت الأذان بدون عذر مقبول فالإثم عليه وحده, ولا يلحقك شيء, كما أنه لا يجب عليك الذهاب إلى منزلكم القريب من المسجد؛ لأنه لا علاقة لك أنت بالمسجد, فتصلي حيث شئت في أي مسجد.
أما إذا كان الحال مع والدتك وأراد أبوك أن يرجع للمسجد فحاول أن تجمع بين رغبتيهما فأرجع أباك سريعًا, ثم عد لأمك وأكمل معها التسوق مثلًا, فإن أبت أمك فقدم طاعة أبيك, إذا كان سيذهب للأذان والصلاة في المسجد؛ لأن الأمر طاعة لله وواجب, أما إذا كان سيذهب للبيت فقط دون المسجد فقدم طاعة أمك والحالة هذه, فقد ذهب كثير من أهل العلم إلى أن طاعة الأم والبر بها مقدم على الأب عند التعارض في غير المعصية. وانظر فتوانا رقم: 33419.
والله أعلم.