الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الواجب اجتباب العمل الذي يؤدي للمعصية

السؤال

أنا غير متحجبة, وأعمل في شركة أجنبية, ووظيفتي سكرتيرة, والمشكلة بدأت السنة الماضية فمديري مرة قال لي: "دلكي لي قدمي فهي تؤلمني", فدلكتها قليلًا, وهو دائمًا يطالبني بالتدليك, وفي يوم تطور الوضع وأنزل شهوته عندما كنت ألمسه بيدي, وأنا لم أشعر بشيء, ولم أتجاوب معه, وكان إحساسي مقرفًا, واللهِ إني أحس أني مجبرة ومكرهة, وأطاوعه إلى أن ينهي شهوته, وبعدها أستغفر الله, وأقول: "يا رب تب عليّ من هذا العمل", وظروفي صعبة, ومن الصعب أن أجد عملًا آخر, وكلما أصلي أستغفر الله من هذا الذنب الذي عملته, وربي شاهد أني لا أحس بأي لذة ولا شهوة, ولا أرتاح بهذا الوضع, لكني مجبرة ومكرهة, مع العلم أن مديري أجنبي, واللهِ إني كلما أرجع البيت أصلي وأستغفر الله من هذا الذنب, لكني متعبة جدًّا, واللهِ إني قررت أن ألبس الحجاب خارج العمل, ولا أستطيع لبسه داخل المكتب الذي تكون فيه هذه الفاحشة؛ لأني أشعر بنفسي كأني منافقة, وهذا الذي يتعبني, أفيدوني ما العمل؟ وهل الله سيقبل صلاتي واستغفاري في كل صلاة؟ وهل ربنا سيستجيب دعواتي, خاصة أني أدعو ربنا بأن يرزقني بزوج صالح يغنيني عن هذا العمل؟ والله إني في كل صلاتي أدعو ربنا: "اللهم أبعد عني هذا الرجل, سبحانك ربي, أنت الذي تقول للشيء كن فيكون" والله إني دائمًا أدعو بهذا الدعاء.
جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب عليك المبادرة بالتوبة إلى الله تعالى, وذلك بالإقلاع عن الذنب, والندم على فعله, والعزم على عدم العود إليه، مع الستر, وعدم المجاهرة بالذنب، ومن صدق التوبة أن يجتنب العبد أسباب المعصية, ويقطع الطرق الموصلة إليها, ويحسم مادة الشر، فالواجب عليك أن تتركي هذا العمل فورًا, ولا يحل لك البقاء فيه على هذه الحال، فهو عمل محرم غير جائز, فضلًا عما حصل بينك وبين الرجل من المنكرات، واعلمي أن المرأة مأمورة بالحجاب الذي يصون عفتها ويحفظ حياءها, سواء خرجت للعمل أو غيره من الأغراض المباحة, وانظري الفتوى رقم: 43673، وللحجاب الشرعي شروط سبق بيانها في الفتوى رقم: 6745, وإذا كنت مضطرة إلى العمل فابحثي عن عمل مباح, لا يعرضك لخلوة, أو اختلاط محرم بالرجال، وراجعي ضوابط عمل المرأة في الفتويين: 522، 3859.
ولا مانع من عرض نفسك على رجل صالح ليتزوجك بضوابط وآداب بيناها في الفتوى رقم: 108281.
واعلمي أنّ من يتمسك بدينه ويتوكل على ربه فسوف يكفيه كلّ ما أهمه، قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق: 2ـ3}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني