الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأصل عدم الحلف عند الشك

السؤال

أنا صاحبة الفتوى رقم: 2379214 وقد ‏أحلتموني في سؤالي إلى فتاوى سابقة، جزاكم ‏الله خيرا، لكن يوجد جزء من السؤال لم ‏تجيبوني عليه، وهو أنني أصبحت أتغلب على ‏إعادة الصلوات، بأن أحلف ألا أعيدها بعد أن ‏أصليها؛ لأني إذا لم أحلف أشعر أن علي ‏إعادتها، وصرت أحيانا أحاول أن أقول لا ‏أحلف، لن أحلف، فصارت تختلط علي الأمور ‏كثيرا. في أحد الأيام، وأنا أنظر قبل كل صلاة، ‏وبعد الصلاة على ملابسي الداخلية، وداخل ‏فرجي وزادت حالتي، ففي مرة ‏قلت لن أنظر الآن طالما لم أحس بنزول شيء، ‏وإذا وجدت شيئا بعد الصلاة سأعيدها سأعيدها ‏سأعيدها، ثم بعد أن صليت، نظرت، ولم أجد ‏شيئا في لباسي ولا داخل فرجي، فأدخلت منديلا ‏داخل الفرج، ومسحت بقوة، ووجدت سائلا ‏لزجا، فخفت أن أعيد الصلاة؛ لأنه لم يكن على ‏ملابسي بل كان داخل الفرج، ولا يرى إلا ‏بإدخال منديل، فحلفت أني لن أعيدها.‏
‏ مشكلتي الآن أني لا أذكر هل حلفت قبل ‏الصلاة أن أعيدها إذا وجدت شيئا أم لا؟ أخاف ‏أن يكون مجرد شك، وأخاف أن أكون قد حلفت ‏فعلا، ولكني نسيت، أحيانا أشعر أني قد حلفت، ‏وأحيانا أشعر أني لم أحلف، وصلت لمرحلة ‏الجنون من كثرة التفكير.‏
‏ أرجوكم ساعدوني هل علي كفارة أم لا؟ وإذا ‏كانت علي كفارة فكم عددها؛ لأني لا أذكر كم ‏مرة أعدتها؟ أنا أخاف أن أكون حلفت، وإذا ‏أقنعت نفسي أني لم أحلف فإني بذلك أتساهل في ‏الدين وأخاف أن يعذبني الله، وأخاف أن أكفر ‏احتياطا؛ لأن علي كفارات سابقة كثيرة يجب أن ‏أخرجها بسبب الحلف على عدم إعادة الصلاة.
أنا ‏حقا في حيرة من أمري، مؤخرا صرت أتجنب ‏الحلف لكني أحس أن شيئا ما يجعلني أحلف ‏داخل نفسي، فأرد على نفسي بصوت عال: لا ‏لا لا لن أحلف.‏
‏ أنا أنتظر منكم الإجابة على سؤالي. أرجوكم ‏ساعدوني وجزاكم الله خير الجزاء.
أرجوكم ‏أجيبوني هل علي كفارة أم فقط أتجاهل؛ لأني لا ‏أعرف هل أنا شاكة أم ناسية؟
   

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلمي أن الوساوس من أخطر الأمراض التي متى تسلطت على العبد أفسدت دنياه وآخرته، فعليك بالحذر من الوساوس والإعراض عنها، وعدم الالتفات إلى شيء منها؛ وانظري الفتوى رقم: 51601

وإذا شككت في خروج شيء منك، فلا تفتشي ولا تبحثي عن حقيقة الأمر، وإذا وجدت شيئا بعد الخروج من الصلاة، وشككت هل خرج قبل الصلاة أو بعدها؟ فالأصل أن صلاتك صحيحة، وأنه خرج بعد الصلاة، ولا تعيدي الصلاة مهما وسوس لك الشيطان بأنه تلزمك إعادتها، وجاهدي نفسك على ألا تحلفي، وإذا حلفت يمينا تحت تأثير الوسوسة، أو حنثت فيها تحت تأثير الوسوسة، فلا كفارة عليك؛ لأنك في معنى المكره؛ وانظري الفتوى رقم: 184205

وإذا شككت هل حلفت أو لا؟ فالأصل أنك لم تحلفي، وليس إعراضك عن الشكوك وتجاهلك لهذه الوساوس من التساهل في الدين، بل هذا هو حكم الله الذي شرعه لك والذي يحب منك أن تفعليه، فإذا كنت تريدين فعل ما يحبه الله، فاعملي بما نصحناك به من تجاهل الوساوس والإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، نسأل الله لك الشفاء والعافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني