الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عاقبة التعامل بالربا

السؤال

أنا اشتريت في أوروبا بيتًا عن طريق بنك ربوي, ودفعت الأقساط لمدة ثلاث سنوات, ثم انقطعت عن السداد بسبب انقطاعي عن العمل وكثرة الفوائد, فأخذوا مني المسكن ليبيعوه أو يستأجروه, مع العلم أنهم أخذوا كل الأقساط التي دفعتها, والسؤال: عندما يبيعون المنزل بأقل من سعره, مع العلم أنه انخفض سعر البيوت بشكل كبير بسبب الأزمة الاقتصادية, فهل عليّ دين أم لا؟ وإني - والحمد الله - تبت لله, وأنا نادم, وأريد العودة نهائيًا لبلادي ونويت الحج - إن شاء الله -.
جزاكم لله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كنت اقترضت ثمن البيت من البنك الربوي, وسددت إليه بعض الأقساط, وعجزت عن الباقي فوضع عليك فوائد بسبب التأخير في السداد فالواجب عليك إنما هو مبلغ القرض الأساسي فقط, وأما الفوائد الربوية فلا يلزمك شيء منها, سواء في ذلك الفوائد التي زيد بها المبلغ المقترض أولًا, والفوائد التي زيدت للتأخير.

وبالتالي: فلو استوفى البنك الباقي من مبلغ القرض الأساسي من ثمن البيت فقد برئت ذمتك, وأما إن كان بقي شيء من مبلغ القرض الأساسي فعليك سداده متى ما استطعت, وللفائدة انظر الفتوى رقم: 35128.

وننبهك إلى أنك قد وقعت في معصية عظيمة بسبب ما أقدمت عليه من معاملة البنك الربوي, فاستغفر الله تعالى, وتب إليه, وندمك على تلك المعصية هو من التوبة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني