السؤال
لي صديقة منذ أن كنت في الثانوية، كانت على علاقة بشاب، وتزوجته عرفيا، وحملت منه، وأجهضت نفسها عند طبيب، واستمرت معه أربع سنوات، وبعدها تركته، وعملت بعدها عملية ترقيع، وتزوجت، وعلمت بعد ذلك أنها استخدمت اسمي أثناء ذهابها لعمل هذه العمليات من إجهاض، وترقيع، وأشاعت بين الناس أن هذه القصة قصتي، وساعدتها على ذلك صديقة أخرى، وجارة، فأساءت لي ولسمعتي. وأتعرض الآن لسوء معاملة من كل من حولي، وأشعر بالظلم ولا أدري ماذا أفعل؟
السؤال: هل هذه الصديقة سينتقم منها الله، مع العلم أنه تسيطر علي الرغبة في الانتقام ولا أدري ماذا أفعل؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن ما قامت به صديقتك في حقك ظلم عظيم, وأن عاقبته وخيمة إن لم تسامحيها، أو يغفر الله لها . والصديقة التي ساعدتها آثمة أيضاً، ومشاركة لها في الظلم. ولا شك أن الله تعالى بعدله ينتقم من الظالم في الدنيا والآخرة إذا لم يسامحه من ظلمه. ولا تقومي بالانتقام منها بنفسك، لكي لا تقعي في الظلم، فقد يوقعك الغضب فيما لا تحمد عقباه، أو يتجاوز بك حدود الانتقام بالمثل المشروع في الشريعة, قال تعالى: وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ {النحل:126} والأولى لك أن تكلي أمرك إلى الله وهو سبحانه يتولاه. قال تعالى: وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا {الطلاق:3}. واعلمي أنه تجتمع الخصوم عند الله غداً في القيامة فيقتص من الظالم للمظلوم. وهذا أمر يسلي نفوس المظلومين ويريحها.
وراجعي الفتوى رقم: 17640، وهي بخصوص القذف حكمه، وعقوبته، ولك أن ترفعي أمرها للمحكمة لإقامة حد القذف عليها. ولمزيد فائدة راجعي الفتوى رقم: 24552.
والله أعلم.