السؤال
شيخنا الفاضل، أنا متزوج حديثا، واكتشفت أن لزوجتي علاقة مع خطيبها السابق على الإنترنت، فأنكرت ذلك، حتى عرضت عليها الأدلة فاعترفت، وقالت إنه يريدها أن تطلقني وترجع إليه لأنه يحبها، وهي لا تريد ذلك. فما كان مني إلا أن طلقتها قائلا: أنت طالق، طالق، طالق، وكانت حائضا، ولم أكن أعلم حرمة هذا الطلاق، ولم أكن في حالة من الغضب الشديد بل المتوسط أو ربما الخفيف. والله أعلم. وحاولت استدرار عطفي بالدموع، فقلت لها: أنت طالق طلقة بائنة لا رجعة فيها. ثم خرجت من غرفتنا في الفندق وعادت إلى بيت أهلها. وفي اليوم الثاني أتتني في الفندق فقابلتها بالقول: أنت طالق مائة مرة، وألف مرة، ومليون مرة؛ ومستحيل أن أرجعك إلى عصمتي.
وفي اليوم الثالث ذهبنا إلى مكتب المحاماة للطلاق، فأقنعتني المتدربة بعدم الطلاق وهكذا، فقد ذهبت إلى مكتب مفتي تونس، وحكيت له عن القصة فقال لي: هي طلقة واحدة إذا كانت الثانية تأكيدا للأولى، فقلت له: لا أعتقد أنها تأكيد بل كانت نيتي عدم إرجاع زوجتي على الإطلاق، فقال إذن هي طلقتان. وللتأكد ذهبت إلى جامع الزيتونة حيث قابلت أحد الفقهاء المدرسين الذي أكد ما قاله مكتب مفتي تونس. فعدنا إلى الفندق وقلت لها راجعتك دون شاهدي عدل، ثم جامعتها. وبعدها عدت إلى الإنترنت ووجدت كما هائلا من المعلومات المتناقضة حول حالتي من شيوخ في مصر والسعودية وغيرها. وأنا لا أدري إذا كان طلاقا رجعيا أم لا. أي هل نيتي في عدم إرجاعها وتكرار طلاقي هو نهائي أم يعتبر طلقتان كما قيل لي. ثم بعد يومين تكلمت مع زوجتي وقلت لها مستحيل أعيش معك والشكوك تأكلني، والأفضل أن تبحثي عن زوج، أو تعودي إلى خطيبك، ومن الأفضل أن يذهب كل منا في طريقه، وكلام من هذا القبيل. وفي نيتي أن أطلقها دون أن أتلفظ بالطلاق، وقد فهمت هي ذلك وطلبت منحها فرصة أخيرة.
فهل يعتبر كلامي هذا بمثابة طلاق؟
أرجوكم التكرم بالرد السريع، فأخشى أن تكون طالقا بالثلاث, جزاكم الله خيرا.
ملاحظة: حلفت على المصحف أنها لم تخني، وأنا أشك في أنها قالت الحقيقة. والله وحده أعلم.