الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنجع علاج للوسواس هو الإعراض عنه وعدم الاسترسال معه

السؤال

أشكركم من أعماق قلبي, وبارك الله فيكم, ونفع بكم.
شيوخي الكرام: أنا إنسان أصبت بوساوس الحلف بالطلاق على كل شيء, الحلف بالطلاق بيني وبين نفسي, ويصيبني الشك من التلفظ, ويعلم الله أني أكره هذا الشيء؛ لأني لا أريد فراق زوجتي, والبعض أستطيع الوفاء به خوفًا من الطلاق, والبعض شرط تعجيزي لا يمكن الوفاء به, وإن لم أحلف بإرادة أو قناعة مني, وهناك عائلة أيتام لديها ولد عمره قرابة 20 سنة, وأخبرني أنه يريد أن يستأجر سيارة لكي يؤمن مصدر رزق لأهله, فقال لي: توسط لي عند صاحب السيارة, فاتصلت بصاحب السيارة وتفاوضت معه على سعر معين - 1700- وكان الرجل يريد 1800, وأنا داخليًا يحلفني الشيطان بالطلاق بيني وبين نفسي أن أجعلها 1700, ولا أعلم هل تلفظت أم لا, ومن كثر الخوف أصبحت حياتي نكدًا, فوافق وقال: حسنًا فليدفع 1700 ريال, على أن نسجله في العقد 1800, ومن أجل ظروفه فليدفع 1700, واتفقنا على هذا الشيء أن يدفع 1700 على أن نسجلها بالعقد 1800, وبعد الاتفاق سافرت, والولد استلم السيارة, ولها الآن قرابة شهرين, ولا أعلم هل صاحب السيارة ما زال مستمرًا على الاتفاق, أم أنه قد أخلفه, وسؤالي باختصار هو: أنا أعلم أن الشك بالتلفظ لا يقع به الطلاق, علمًا أن لا أريد أن أحلف, ولكن على كل حدث أجد الحلف في رأسي, وأتعوذ من الشيطان, وأنا لم أحلف بإرادتي مثل الذين يحلفون على زوجاتهم بالطلاق إن .. وإن .. حتى أني إن حلفت يمينًا بالله تراودني شكوك أني حلفت بالطلاق, وإن وعدت أي شخص ولم أفِ بوعدي تراودني شكوك أني حلفت بالطلاق.
سؤالي الثاني: وأرجو منكم أن تجيبوني عنه؛ لكي أطمئن على ديني, فلو فرضنا أني تلفظت - مجرد فرض - واتفقنا على السعر المعين, وفي الأخير أخلف صاحب السيارة الوعد, مع العلم أنه تم الاتفاق, فهل عليّ شيء؟ مع أني إلى الآن لا أعلم هل أخلف الوعد أم أنه ما زال عليه, ولا أسأل عن ذلك حتى لا يصيبني خوف, هذا وأسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بلغ منك الوسواس مبلغًا عظيمًا، والذي ننصحك به هو أن تعرض عن هذه الوساوس جملة, فلا تلتفت إلى شيء منها، فمهما وسوس لك الشيطان بأنك علقت طلاق زوجتك على شرط, فأعرض عما يلقيه في قلبك, وتعوذ بالله من شره ووسوسته, واقطع واجزم بأن زوجتك لم تزل في عصمتك، ومهما شككت في التلفظ بتعليق الطلاق, فالأصل عدم ما شككت فيه, فلا تعر هذا الشك أي اهتمام، وانظر الفتوى رقم: 113927.

وأبلغ من هذا أن المصاب بالوسوسة لو صرح بلفظ الطلاق تحت تأثير الوسوسة لم يكن تلفظه هذا معتبرًا, ولا يقع به طلاق، وانظر الفتوى رقم: 152143، فهون عليك - أيها الأخ - وجاهد نفسك على التخلص من هذه الوساوس، ولا تشغل نفسك بها, ولا تسأل عما لو كنت نطقت, أو لو فرض أنك تلفظت, ونحو ذلك فإنه استرسال مع الوساوس, وهو ما نحذرك منه، بل اقطع واجزم أنك لم تتلفظ, وسد على نفسك هذا الباب, نسأل الله لك العافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني