السؤال
لقد تزوجت منذ عامين بعد خطبة استمرت شهرًا واحدًا - لم أستطع خلالها أن أتعرف إليها جيدًا - وكانت تحدث بيننا مشاكل في بداية الزواج, فكنت أقول لها: (اذهبي إلى بيت أبيك, أو مش عاوزك) وتكرر هذا الكلام عدة مرات, ثم قرأت بعد أن هذا الكلام يعتبر طلاق كناية - إن وجدت النية - فراجعت نيتي, فوجدت أني كنت أقول لها ذلك الكلام لكي أعرِّفها أني لا أرغب فيها, ولتطلب هي الطلاق؛ لأني لا أستطيع أن أطلقها لظروف عائلية, أي: أنني لم أرد إيقاع الطلاق بهذا اللفظ, ولأنني موسوس فقد كنت أشك في نيتي هذه, وانتابتني الوساوس أنني أعيش معها بالحرام لأنني قلت لها هذه الألفاظ كثيرًا, فكنت عند أي مشكلة أقول لها: (أنت طالق) حتى أتخلص من عيشي المحرم معها؛ حتى وصلت للمرة الثالثة وعرف الأهل, فسألوا أحد المشايخ عن حالتي, فقال لهم: إن ما حدث من كناية لا يقع به الطلاق لافتقاده النية الجازمة, وأخبروني أنهم وجدوا لي مخرجًا بعدم احتساب إحدى الطلقات الصريحة؛ لأنها كانت في الحيض, ثم أخذت بفتواهم, رغم أنني كنت أعلم أنها فتوى ضعيفة, ولكني كنت أخاف أن أضيع الرخصة, ورجعت إلى زوجتي, وهي الآن حامل مني, وبعد شهور انتابتني الوساوس مرة أخرى؛ لأن المذاهب الأربعة ترفض هذه الفتوى, فاغتنمت مشكلة حصلت بيننا وقلت لها: (لو لم تذهبي إلى بيت أبيك الآن تكوني طالق)؛ وذلك بناء على أن أهلها لن يرجعوها مرة أخرى, وسوف يطلبون الطلاق؛ لأني لا أستطيع أن أطلقها؛ فهذا الأمر صعب لمكانة أبي في القرية, وللروابط التي بيننا, ولأن أخي أيضًا طلَّق زوجته منذ فترة, ثم غادرتِ المنزل وأحضروها بعد يوم دون علمي؛ لأني سافرت أيضًا, وعندما رجعت سألت أحد المشايخ عن الذي حدث, فقال: لم يقع الطلاق لأنها ذهبت إلى بيت أبيها, وعشت معها في جحيم الشك بعد أن ضغط أهلي عليّ؛ لأني غير مقتنع أن الطلاق في الحيض لا يقع, وكانت تحدث بيننا مشاكل أخرى, فعاودت الكرة لكي أتخلص من العذاب, وقلت لها: (أنت طالق), وهي الآن في بيت أبيها, وهي الآن حامل في الشهر التاسع, وأنا أعيش الآن في جحيم, ولا أعرف هل ما فعلته صحيح أم لا, فأرجو منك - يا شيخ - أن ترد عليَّ بسرعة, فالوضع ملتهب في المنزل.