السؤال
نسأل الله أن يبارك في جهودكم، وينفع بكم.
أحب أن أدعو بهذا الدعاء: ( اللهم إني أفقر خلقك إليك ) لكنني أخشى أن يكون في ذلك تأل على الله؛ حيث إن في كلامي جزما بما هو غيب، فأتركه إلى دعاء موسى عليه السلام: رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير. أو اللهم اجعلني أفقر خلقك إليك. إلا أن نفسي تتوق إلى الدعاء الذي ذكرت. فهل في ذلك حرج؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلا شك أنك ونحن وسائرَ الخلق مفتقرون إلى الله تعالى, وقد قال عز وجل: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ. {فاطر : 15} . ولكن القول بأنك الأفقر قد يكون رجما بالغيب, والأفضل لك أن تدعو بالدعاء الذي دعا به موسى عليه السلام وأشرت إليه .
والدعاء: { اللهم اجعلني أفقر .. } قد سئل عنه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى فقال -كما في فتاوى اللقاء الشهري-: وأفقر عبادك إليك، هذا ربما يكون مقبولاً؛ لقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ [فاطر:15] ومعنى هذه العبارة أفقر عبادك إليك: أي: ألا نفتقر إلى غيرك.... لكن قد ورد ما هو أفضل من هذا الدعاء: اللهم أغننا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين . اهــ .
فالأفضل للمسلم أن يدعو بالأدعية الواردة في الكتاب والسنة، فهي أفضل وأعظم بركة مما لم يرد فيهما, وكثير من الناس يتكلف الأدعية التي ليست جامعة وربما وجد في بعض ألفاظها غموض، أو تعدٍّ أو نحو ذلك، ولذا ينبغي تجنبها، ويغني عنها ما ورد من الأدعية في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
والله تعالى أعلم