السؤال
لما أخذ الله الميثاق على بني آدم؟ وهل كانوا مخلوقين أم لا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا الميثاق أخذ من بني آدم بعد خلق أرواحهم, وهل كانت هذه الأرواح في أجسادها أم لا خلاف عند أهل العلم.
قال ابن القيم في كتاب الروح: قال ابن الأنباري: مذهب أهل الحديث وكبراء أهل العلم في هذه الآية أن الله أخرج ذرية آدم من صلبه وأصلاب أولاده, وهم في صور الذر, فأخذ عليهم الميثاق أنه خالقهم, وأنهم مصنوعون، فاعترفوا بذلك وقبلوا، وذلك بعد أن ركب فيهم عقولًا عرفوا بها ما عرض عليهم، كما جعل للجبل عقلًا حين خوطب، وكما فعل ذلك بالبعير لما سجد, والنخلة حتى سمعت وانقادت حين دعيت, وقال الجرجانى: ليس بين قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله مسح ظهر آدم فأخرج منه ذريته" وبين الآية اختلاف بحمد الله؛ لأنه عز وجل إذا أخذهم من ظهر آدم فقد أخذهم من ظهور ذريته؛ لأن ذرية آدم لذريته بعضهم من بعض، وقوله تعالى: (أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين) أي: عن الميثاق المأخوذ عليهم، فإذا قالوا ذلك كانت الملائكة شهودًا عليهم بأخذ الميثاق, قال: وزعم بعض أهل العلم أن الميثاق إنما أخذ على الأرواح دون الأجساد، إن الأرواح هي التي تعقل وتفهم, ولها الثواب, وعليها العقاب، والأجساد أموات لا تعقل ولا تفهم، قال: وكان إسحاق بن راهويه يذهب إلى هذا المعنى، وذكر أنه قول أبي هريرة، قال إسحاق: وأجمع أهل العلم أنها الأرواح قبل الأجساد، استنطقهم وأشهدهم. اهـ.
وانظر فتاوينا التالية: 64324. 99223. 121539.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني