الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الكسب من عمل مخالف للقانون

السؤال

أقيم أنا، وزوجي، وبناتي، بفرنسا. ‏
‏ زوجي كان يعمل بالسينما بالجهة ‏المخصصة لبيع التذاكر، والأكل، ‏وكان هناك خمر، لكن اتسعت دائرة ‏الخمر كثيرا، وقرر زوجي البحث عن ‏عمل آخر، ففتح شركة صغيرة ‏مختصة بالنظافة، ينظف العمارات أو ‏مكاتب المؤسسات، لكن لم يكن ‏يعرف إن كان سينجح في هذا ‏المشروع، ولضمان متطلبات الأسرة ‏أخد عطلة أبوية لمدة سنتين للاستفادة ‏من التخفيض فيما يخص أجرة ‏المنزل، ومن جهة أخرى ليس له ‏الحق في العمل؛ لأن عطلته ليجلس ‏في البيت ليعتني ببنته الصغرى. ‏
‏ سجل الشركة باسمي أنا زوجته، لكن ‏هو من كان يعمل، ومستحيل أن ‏أعمل لأني متحجبة؛ ولأني أفضل ‏البيت للاعتناء ببناتي. ‏
‏ المسألة الأخرى أن زوجي يجب ‏عليه الإعلان بكل ما نربحه لكي ‏ندفع للضرائب في السنة الأولى، ‏دفعنا للضراب، لكن بعدها زوجي لم يكن يعلن كل المال الذي يربحه؛ لأن ‏الضرائب عالية جدا تصل ل 50 ‏بالمائة من الربح. ‏
‏ مشكلة أخرى أيضا أن زوجي ‏يضطر لجلب عامل لكن يعمل ‏بالخفاء؛ لأن الضرائب كثيرة جدا، ‏ونحسها ظالمة لو دفعناها لا يبقى ‏شيء. ‏
‏ سؤالي: هل مالنا حلال أم لا ‏ علما أننا نخرج زكاة المال كل سنة، ‏ونخرج الفائدة الربوية؟ ‏
‏ وإن كان المال حراما ما علينا عمله ‏في هذا المال الآن؟ وأيضا لأن ‏زوجي سوف يرجع الشركة باسمه. ‏ما علينا فعله الآن لتصفية ما لنا وما ‏علينا أن نعمله مستقبلا؟
‏ ولكم خير الثواب.‏

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما ذكرتِه من أنواع الاحتيال التي قام بها زوجك، مما لا يجوز شرعا، وليس لك أن تتعاوني معه فيه. وعلى المسلمين الذين اضطروا إلى الإقامة ببلاد الغرب أن يكونوا نماذج حسنة، ترغب الآخرين في الإسلام ومبادئه العظيمة، وعلى رأسها الصدق وعدم الخديعة. فالواجب أن يرفع التحايل، ويصحح ما لا يسمح القانون به.

أما الكسب من وراء هذا المشروع وإن كان قد صاحبته هذه المخالفات، فهو حلال ؛ لعدم وجود ما يقتضي تحريمه.

وبالنسبة للفوائد الربوية، يجب اجتناب الربا في بلاد الغرب كما يجب ذلك في بلاد الإسلام، وإذا لم يجد المسلم مفرا منه وحصلت بيده هذه الفوائد الربوية، فيجب التخلص منها في منافع المسلمين العامة.

وننبهك إلى أن العمل في السينما على حالها المعروف لا سيما في بلاد الغرب، لا يجوز؛ لما فيه من التعاون على الإثم العظيم الموجود بها، فعلى زوجك التوبة من عمله ذلك، والعزم على عدم العود لمثله.

وراجعي في حكم التهرب من الضرائب، وفي الإقامة ببلاد الكفار الفتوى رقم: 121394 ورقم: 44854 ورقم: 2007 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني