الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المرأة إن تقدم لها شاب ورفضه أهلها فهل لها أن توكل أهل الدين ليزوجوها

السؤال

عمري 33سنة، أعيش في بلد عربي غير بلدي، تقدم لي شاب ورفضه أهلي ليس لأسباب دينية، مع العلم أني لا أقيم مع أهلي في نفس البلد.
هل يمكن لي اللجوء لأهل الدين في البلد الذي أعيش فيه لتزويجي؟
أريد الرد على استفساري بسرعة. وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن من شروط صحة النكاح أن يكون بإذن الولي، لما في الحديث: لا نكاح إلا بولي. رواه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه ابن المديني وغيره، لكن لا يحق للولي رفض تزويج موليته بحجة اختلاف الجنسيات، بل ينبغي له أن يزوجها إذا تقدم من كان مرضياً في دينه وخلقه، فإذا منعك الولي من الزواج بالكفؤ الذي ترضينه فقد عضلك، وفي حال العضل أو غيبته تنتقل الولاية من الولي الأقرب إلى الذي بعده، وقد بينا ترتيب الأولياء، وضابط غيبة الولي في الفتوى رقم: 185441

وإذا عضل الأولياء جميعا أو غابوا، انتقلت الولاية للحاكم أو نائبه كالقاضي، فإن لم يوجد حاكم أو من يقوم مقامه، فللمرأة أن توكل عدلا ليزوجها.

قال ابن قدامة في المغني: فإن لم يوجد للمرأة ولي ولا سلطان، فعن أحمد ما يدل على أنه يزوجها رجل عدل بإذنها. اهـ.

فالحاصل أنه لا يصح أن توكلي أحدا في تزويجك إلا أن عضلك جميع الأولياء، أو غابوا جميعا، ولم يوجد حاكم يقوم بالنكاح، وهذا من النادر أن يقع، وننصحك على كل حال بالتريث في أمرك وعدم المجازفة بمخالفة أوامر العائلة وخصوصا الوالدين والإخوة، فإن مخالفتهم وإن كانت تجوز فقد يترتب عليها كثير من المفاسد لا تحمد عقباها.

وانظري لمزيد الفائدة الفتاوى أرقام: 79908، 32427، 25815. 3686

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني