السؤال
أنا من الأردن, وعمري 22 سنة, ومتزوجة منذ 6 شهور، وتربطنا بأهل زوجي علاقة صداقة عائلية، فأخي الكبير رضع من والدة زوجي من قبل, وأصبح أخاهم من الرضاعة، وزوجي هو الكبير بين إخوته, وعمره 27، وأريد أن أتطلق منه؛ لأنه - مهما حصل بيننا - فسأظل أكنّ له مشاعر الأخوة, وأشعر أنه أخ لي؟ فأرجو منكم أن تساعدوني، حتى زوجي لا يشعر بالراحة, وأشعر أنه يكتم ذلك، وأنا إلى الآن لم أرزق بأطفال، فساعدوني.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالطلاق في الأصل مبغوض في الشرع, فليس للمرأة أن تطلب الطلاق من زوجها إلا لمسوّغ, كما لو كان ظالمًا لها, أو كان فاسقًا, أو فاجرًا, أو كانت كارهة له لعيب في خلقه أو خلقته، وقد ورد وعيد شديد لمن تطلب الطلاق لغير مسوغ، قال صلى الله عليه وسلم: أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا الطَّلَاقَ مِنْ غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ. رواه أحمد.
واعلمي أن مشاعر الحب والمودة ليست شرطًا لاستقرار الحياة الزوجية، قال عمر - رضي الله عنه - لرجل يريد أن يطلق زوجته معللًا ذلك بأنه لا يحبها: ويحك، ألم تبنَ البيوت إلا على الحب، فأين الرعاية وأين التذمم؟
وقال أيضًا لامرأة سألها زوجها هل تبغضه؟ فقالت: نعم، فقال لها عمر: فلتكذب إحداكن, ولتجمل, فليس كل البيوت تبنى على الحب، ولكن معاشرة على الأحساب والإسلام. أورده في كنز العمال.
فما دامت العشرة بينكما طيبة, فاحمدي الله, وعاشري زوجك بالمعروف, واحذري من كيد الشيطان, فإنه يسعى للإفساد بين الزوجين, والتفريق بينهما بكلّ سبيل، نسأل الله أن يصلح أمركما، ويبارك لكما، ويرزقكما الذرية الصالحة.
والله أعلم.