السؤال
لدي ابن عمة لي عمره 15 سنة، وعمري 21 سنة، هو كثير المجيء عندنا، فنحن نسكن عند جدي وجدتي، وأعتبره مثل أخي، لكني أظن أن الوقت قد حان لوضع الحجاب أمامه وعدم التسليم عليه، لكني أجد صعوبة كبيرة في ذلك، وأنا أعلم أن أمه وربما أخواته سوف يستهزئن بي إن قمت بذلك؛ لأنه أصغر مني، ولست على قدر من الجمال لكي يعجب بي، كما أنني مثل أخته أيضا.
أريد أن أعلم إن كان حقا يجب علي التحجب أمامه ؟ وكيف أتمكن من الرد على الاستهزاء إن حدث، وعدم المبالاة بأقوالهم؛ لأنني حساسة وأتاثر بسرعة، وهذا ما لا أحبه. ونفس الأمر يحدث لشيوخ العائلة من الذين ليسوا بمحارم عند المجيء عندنا، حيث أضطر لأحبس نفسي في الغرفة حتى ذهابهم أحيانا، والأمر هنا قد يكون أصعب؛ لأنهم في عمر جدي، وكيف أثبت على الحق؟
وجزاكم الله عنا كل الخير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك التزام الحجاب بوجود ابن عمتك، فهو أجنبي عنك وليس أخا لك، ولا عبرة باعتبارك له بمثابة الأخ، ولا عبرة أيضا بما ذكرت من أنك لست على قدر من الجمال، إذ لم يجعله الشرع شرطا للزوم الحجاب، كما أنه بالغ، والمرأة يجب عليها أن تحتجب عن من قارب البلوغ فضلا عن البالغ حقيقة؛ وراجعي الفتوى رقم: 76636 ، والفتوى رقم: 10024.
ويجب عليك أيضا لزوم الستر بوجود الأجانب، ومن وصفتهم بشيوخ العائلة، وكون الواحد منهم في عمر جدك لا يجيز لك إبداء زينتك عنده، إلا أن يكون الواحد منهم قد تقدمت به السن، ووصل إلى حال لا يشتهي فيه النساء، فإنه في هذه الحالة يدخل في غير أولي الإربة من الرجال في قول بعض أهل العلم؛ وراجعي الفتوى رقم: 121995.
ونوصيك بالحرص على الشرع والتزام أحكامه، ولا تلتفتي إلى استهزاء المستهزئين، واجعلي مدح الناس وذمهم عندك سواء، واستحضري حديث عائشة -رضي الله عنها- أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من التمس رضاء الله بسخط الناس، كفاه الله مؤنة الناس؛ ومن التمس رضاء الناس بسخط الله، وكله الله إلى الناس.
فإذا تذكرت مثل هذا، أعانك على الصبر عليهم وعدم المبالاة بأقوالهم. ومن استهزأ بك، فذكريه بالله، وبخطورة هذا الاستهزاء خاصة وأنه في أمر يتعلق بالدين.
وللمزيد فيما يتعلق بالمعينات في الثبات على الحق راجعي الفتوى رقم: 1208 ، والفتوى رقم: 12744.
والله أعلم.