السؤال
شخص تلفظ بكناية من كنايات الطلاق مع النية، ثم بعد فترة علم أن الطلاق يقع في مثل هذه الحالة، ولكن الإشكال أنه لم يكن لديه علم مسبق بهذه المسألة، ويجهل تماماً هذا الأمر، ويعتقد أنه لا يقع إلا باللفظ الصريح، وكان يتحاشى دائماً أن يقول اللفظ الصريح في الطلاق لأنه في قرارة نفسه لا يريد إيقاع الطلاق، وذلك حفاظا على أسرته من الضياع، ولو كان لديه علم مسبق لتجنب كل كناية تحتمل الطلاق. فهل يقع منه الطلاق في هذه الحالة أم تعتبر النية غير جازمة وفيها تردد لأنه لو علم هذا الأمر لتجنبه؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فسؤالك في ظاهره تناقض، فأنت تخبر أنك نويت بالكناية الطلاق، ثم تذكر أنك لم تقصد إيقاع الطلاق بها !! فإن كنت تقصد أنك قصدت بالكناية معنى الطلاق ولم تقصد إيقاعه، فهذا لا يقع به الطلاق؛ لأن شرط وقوع الطلاق بالكناية نية إيقاعه وليس مجرد قصد معنى الطلاق.
قال ابن حجر الهيتمي الشافعي –رحمه الله- : وَلَوْ قَالَ أَنَا مِنْك ....بَائنٌ، أَوْ نَحْوِهَا مِنْ الْكِنَايَاتِ، اشْتُرِطَ نِيَّةُ أَصْلِ الطَّلَاقِ، وَإِيقَاعِهِ كَسَائِرِ الْكِنَايَاتِ. تحفة المحتاج في شرح المنهاج وحواشي الشرواني والعبادي.
وقال الدمياطي الشافعي –رحمه الله- : ......وإما كناية وهي كل لفظ احتمل ظاهره غير الطلاق، ولا تنحصر ألفاظها. وحكمها أنها تحتاج إلى نية إيقاع الطلاق بها. إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح المعين.
فالخلاصة أنك ما دمت لم تنو بالكناية إيقاع الطلاق، لم يقع بها طلاق .
والله أعلم.