الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم نظر المرأة إلى الرجال

السؤال

هل يجوز النظر إلى المعلم أثناء الشرح في المدرسة ويدخل ضمن نظر الحاجة؟ وإن كان يجوز: فلماذا أشعر بضيق شديد جدًّا عندما أنظر إلى المعلم؟ فأنا أرجع من المدرسة في قمة الضيق الشديد وأشعر أني مذنبة بطريقة شديدة, وما معنى أن يكون النظر بشهوة أو بغيرها؟ وكيف أحدد ذلك؟ وهل عليّ إثم إن وقع نظري أثناء السير في الطريق من غير قصد على الرجال؟ فهذا يشعرني بالضيق أيضًا, وهل هذا الذي عندي وسواس؟ وكيف أستعمل شبكة التواصل الاجتماعي - الفيس بوك - وكله صور رجال؟ فأنا أتعجب كيف يمكن للفتيات الملتزمات أن يتعلمنه, فهل أستعمله وعندما أجد صورة رجل أصرف نظري سريعًا أم ماذا أفعل - وكذلك جميع المواقع على النت -؟ فالموضوع أصبح يتعبني كثيرًا, وأصبح بشكل وسواس, وأثناء تكلمي مع رجل للضرورة - كابن عمي أو بائع - هل أصرف نظري إلى الجهة الأخرى أم أنظر إلى الأرض مثلًا؟ وهل هذا هو غض البصر؟ أرجو التوضيح؛ لأن الموضوع التبس عليّ جدًّا, وأريد أن أعرف كيف أغض بصرى في كل ذلك دون أن أشعر بصعوبة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فشكر الله لك ما أنت عليه من التحري في أمر النظر, وقد أحسنت في ذلك, فالنظرة سهم من سهام الشيطان, وغوائل النظر وجرائره لا تحصى - نسأل الله لك الثبات والسداد والتوفيق - ثم نجمل الجواب في جملة ما عددت عنه من جزئيات متعلقة بنظر المرأة إلى الرجل فيما يلي:

1 - نظر المرأة إلى الرجل الأجنبي - معلمًا كان, أو ابن عم, أو في الطريق, أو غير ذلك - في أصل الشرع جائز لا إثم فيه على الراجح، ما لم يعرض له ما يقتضي تحريمه من ريبة ونحوها, وراجعي لذلك الفتويين التاليتين: 165721 - 37795 .

2 - المراد بالريبة في الأصل: الشك، قال في مختار الصحاح: الريبة وهي التهمة والشك. اهـ ولعل المقصود بها في هذا السياق هنا أن يلحظ الناظر من نفسه ميلًا إلى المنظور, واستلذاذًا برؤيته.

وعليه, فنظرك إلى هذا المعلم جائز لا حرج عليك فيه، وكذلك النظر إلى الأجنبي - أيًا كان - أحرى عند الحاجة, ما لم تلحظي من نفسك ميلًا إلى المنظور, واستمتاعًا به على وجه الشهوة - وهي اللذة - فيحرم النظر حينئذ، فإذا التبست عليك حقيقة الأمر فالعدول عنه فيه السلامة.

جاء في الموسوعة: فمن أشكل عليه شيء, والتبس ولم يتبين أنه من أي القبيلين هو، فليتأمل فيه, فإن وجد ما تسكن إليه نفسه, ويطمئن به قلبه, وينشرح له صدره فليأخذ به, وإلا فليدعه، وليأخذ بما لا شبهة فيه ولا ريبة. اهـ

3 - يكون غض البصر بصرفه عن المنظور بأي وجه: بطأطأته إلى الأرض, أو بصرفه إلى وجهة أخرى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني