السؤال
سؤالي حول الوسواس القهري: حيث أعاني منه منذ أكثر من 25 سنة، وقد عانيت من كل أنواعه ابتداء بوسواس الماء إلى وسواس الصلاة إلى وسواس الطهارة إلى القولون وغيرها، وما جعلني أرسل لكم هو أنني وصلت مرحلة لا أنام معها بسبب وسواس الاحتلام، فأنا متزوجة منذ أكثر من 12 سنة ولم أكن أحتلم، ولكن بدأ معي الاحتلام بعد أن قرأت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي معناه أن المرأة يجب عليها الغسل إذا رأت الماء، ومن يومها وأنا أحتلم ولا أدري إن كان الذي نزل مني المني أم لا؟ أراه مرات يشبه الإفرازات العادية التي تكثر عندي، ومرات أراه يشبه وصف المذي ولا أستطيع أن أجزم أنه المني؟ وهذه المشكلة أصبحت تؤرقني وأخاف النوم، وإذا نمت أخاف من الاحتلام، مع العلم أنني قررت الاغتسال بعد كل نوم، ولكننا هنا نشتري الماء بالسيارات وسعره مرتفع، وأخاف أن أبدأ بهذا الأمر ويستدرجني الشيطان أكثر فأكثر، قرأت كثيرا عن الفرق بين المني والمذي ورغم هذا لا أستطيع التمييز بينهما ولا أستطيع حتى التأكد من أن علي غسل الجنابة، ولذا أقوم بالاغتسال كاحتياط، مع العلم أن الإفرازات بصفة عامة عندي كثيرة وأجد صعوبة في التفريق بين أنواعها، مع العلم أنني قمت بممارسة العادة السرية لمعرفة نوع الإفراز الذي سأراه ولكن لم أر شيئا بالمرة، وكانت المنطقة جافة تماما وهذا أربكني أكثر، وفي المرة الثالثة لممارستي العادة السرية رأيت إفرازا قليلا جدا زجاجي اللون مع قطع صغيرة بيضاء تشبه الإفراز اليومي، أرجوكم لا تحيلوني على فتاوى أخرى وردوا على حالتي؟ فقد فكرت فعليا في الانتحار لولا خوفي من الله، لا أستطيع النوم، ساعدوني.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالوسوسة من شر الأدواء وأخطر الأمراض التي متى تسلطت على العبد أفسدت دينه ودنياه، ولا علاج لهذه الوساوس أمثل من الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، وانظري الفتويين رقم: 51601، ورقم: 134196.
فعليك أن تعرضي عن الوساوس على أي وجه عرضت لك ولا تفكري فيها ولا تعبئي بها، ونامي كيف شئت ومتى شئت دون أن تعبئي بهذا الأمر، فإنه من وسواس الشيطان ألقاه في قلبك ليفسد عليك حياتك، ولا تغتسلي بعد استيقاظك من النوم، فإن هذا من جملة الاسترسال مع الوساوس، ولا تغتسلي إلا إذا تيقنت يقينا جازما تستطيعين أن تحلفي عليه أنه قد خرج منك المني الموجب للغسل، وصفته والفرق بينه وبين المذي قد بيناها في الفتويين رقم: 128091، ورقم: 131658.
وإذا رأيت عند استيقاظك شيئا من الإفرازات وشككت هل هي مني أو غيره، فلا يلزمك الغسل ما لم تتيقني من خروج المني، وفي هذه الحال تتخيرين بين ما شككت فيه فتجعلين له حكم أحدها، وانظري الفتوى رقم: 158767.
فالأمر يسير ولا مشقة فيه ولا حرج ـ إن شاء الله ـ فإن دين الله يسر، والله سبحانه لم يجعل علينا في الدين من حرج، فهوني عليك ودعي عنك هذه الوساوس وعيشي حياتك بصورة طبيعية جدا غير مبالية بهذه الأوهام، واعلمي أن ما أقدمت عليه من فعل العادة السرية للغرض المذكور أمر محرم تجب عليك التوبة منه، فإياك والعودة إليه، واستغفري الله تعالى لما بدر منك، واجتهدي في الدعاء بأن يعافيك الله تعالى، كما نوصيك بمراجعة الأطباء الثقات، كما يمكنك مراجعة قسم الاستشارات بموقعنا نسأل الله لك الشفاء والعافية.
والله أعلم.