السؤال
ما درجة حديث الخصال الخمس، وذلك لأنه قد ذكر فيه (بما معناه) أنه يتفشى الطاعون في القوم الذين يرتكبون الفاحشة، ولكني لا أرى ذلك في عصرنا مع كثرة الفواحش فيه، وقد حاولت تفسير الأمر بأنه تعبير مجازي عن مرض ما، ولكن وجدت أن النبي عليه الصلاة والسلام قد ذكر الطاعون في أحاديث أخرى، وعرفه كمرض قائم بذاته.
فهل يعود ويعبر عنه في حديث آخر تعبيرا مجازيا؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الحديث رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون، والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا.
وهذا الحديث ذكر فيه الابتلاء بالطاعون، وبالأمراض التي لم تعرف سابقا إذا انتشرت الفواحش، ولا يلزم أن تكون تلك الأمراض من نوع الطاعون، بل قد تظهر أمراض لم تكن معروفة سابقا كما يدل له قوله: "والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا"
وقد ظهرت في عصرنا بعض الأمراض التي لم تكن معروفة في السابق وهي لا تخفى على عاقل مطلع على أمور العالم، ومن ذلك: السيدا - الإيدز - الذي ظهر مؤخرا، والناس يذكرون أن سببها انتشار الفواحش.
قال العلامة الشيخ ابن جبرين: إن انتشار هذه الفواحش سبب في وقوع العقوبة من الله على الأمم، فقد ورد في بعض الأحاديث: (( لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا )).(رواه بن ماجه ). وهذا من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم حيث أخبر بما يحدث في المستقبل، ولقد رأينا تحقيق هذا الحديث في هذا الزمان بما يحدث في الدول الأجنبية من إباحة الفاحشة وإعلانها، وما نتج عنه من الأمراض الخبيثة التي لم تكن من قبل. إننا نشاهد كثيراً من الأمراض التي يذكرها الأطباء ليل نهار، والتي استعصى علاج الكثير منها، يقولون إن سببها فعل هذه الفواحش. اسألوا الأطباء: ما هو علاج هذه الأمراض؟! ما هو علاج الإيدز؟! ما هو علاج مرض الهربس؟! ما هو علاج مرض السرطان؟! ما هو علاج مرض كذا وكذا ؟! لا شك أنه استعصى عليهم الكثير من هذه الأمراض، والتي من أسبابها والعياذ بالله اقترافُ هذه الفواحش والمحرمات، والعكوف على فعلها. اهـ.
وقال الدكتور سلمان العودة: قرأت تقريرا سريا عن بلد ما، أن ضحايا الإيدز فيه يزيدون على خمسمائة ضحية.
وعزا لجريدة الحياة أن عدد الأمريكيين الذين تم تشخيصهم بأنهم حاملون لفيروس الإيدز أكثر من نصف مليون إنسان.
وقد ذكر مرضا آخر أخطر من الايدز فقال: أما المرض الجديد والذي يعتبر الإيدز بالنسبة له موضة قديمة كما يقال، فهو مرض يسمى اليوم: مرض الحب، نعم. مرض الحب، هكذا سماه الأطباء الذين اكتشفوه! إنه أشد افتراسا وأعظم وطأة من الإيدز. يقول أحد الأطباء: إن الإيدز مقارنة بهذا المرض الجديد يبدو كما لو كان مجرد جولة في أحد المنتزهات العامة، لا تضر شيئا! بعد ستة أشهر من استلام الجسم لهذا الفيروس العجيب -لمرض الحب- يمتلئ جسم المريض بأكمله بالبثور والقروح والجروح، ولا يبقى فيه رقعة، مهما كانت صغيرة إلا وفيها قروح وتقيحات، ويستمر المريض في النزيف إلى أن يموت، أو هو يئن تحن وطأة آلام مبرحة، لا طاقة له بها ولا قبل...اهـ.
وبناء عليه فينبغي حمل الحديث على الحقيقة، واعتبار الأمراض الشائعة الآن من أنواع الأوجاع التي ذكرت في الحديث.
والله أعلم.