السؤال
أرجو إفتائي بالحكم في هذا: خالتي لا تحب أن نتواصل مع أبنائها، ولا هم كذلك، وتكلمهم عن أبناء خالتهم، أنهم ليسوا جديرين بالمعرفة، وتقول لنا نحن كذلك، وتبدأ في تأليف القصص علينا وعليهم أيضا لتفرق بيننا وبينهم "التي ليس لها أساس من الصحة" ثم تقول لهم إننا لا نريد أن نعرفهم، افتراء منها، فالذي حدث أننا نتواصل مع أبنائها ولكن دون علمها "صلة قرابة" وعندما تسأل مثلا يكذب الطرفان عليها في كل شيء يتعلق بهذا الأمر، فلو أنها عرفت فسوف تفعل ما لا تحمد عقباه، فهي أشبه في غضبها بالمجنون، وهذا الأمر يؤرقني كثيرا، فأنا لا أريد أن أكذب، وقد أتورط في موقف معها يستدعي عدم إخبارها بما تريد أن تعرف، كما أنها أيضا تسب أبناءها كثيرا بألفاظ لا تقولها أم لأبنائها، ولا تهتم لمرض ابنها، فهي تعرف أنه يجب أن يكون بعيدا عن الجو النفسي السيء، وهي لا تبالي بل تزيد من مشاكلها، وشجارها معهم كل يوم وسبهم وافترائها على الناس.
فما الحل ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان هذا واقع خالتك من سعيها في التفريق بينكم وبين أبنائها؛ فإن هذا لا يجوز، لتسببها في قطيعة الرحم، والتي هي كبيرة من كبائر الذنوب، وسبب من أسباب سخط علام الغيوب، والله تعالى يقول: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}. فينبغي أن تنصح برفق ولين، وأن تذكر بالله تعالى، وبسوء عاقبة تصرفاتها هذه، والأولى أن يبذل لها النصح ممن يرجى أن يكون قوله مقبولا عندها.
وبالنسبة لكم أنتم، فقد أحسنتم في عدم الاستجابة لما تريد، وحرصكم على صلة أرحامكم، وفعل ذلك دون علمها اتقاء لغضبها هو الأولى. وبدلا من الكذب الصريح عليها حين علمها بذلك، ينبغي استخدام المعاريض، ففيها مندوحة عن الكذب. والمعاريض هي التورية في الكلام بأن يقول القائل القول يقصد به معنى، ويفهم منه السامع معنى آخر؛ ولمزيد الفائدة يمكن مراجعة الفتوى رقم: 71299.
والله أعلم.