الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدافعة الوساوس من جهاد النفس

السؤال

منذ قرابة خمسة أشهر وأنا في طريقي إلى الله، بدأت تأتيني أفكار: لماذا نعبد الله؟ وهل هو فعلا يستحق العبادة!!؟ سبحانه، انتفضت ورعبت وشعرت أن الله سيخسف السماوات والأرض بي وأصبحت أمشي في البيت وكأنني مجنونة بلا وعي، هممت بالاستعاذة، لكنها ما كانت تلبث حتى ترجع بشكل أسوأ، بقيت على هذه الحال ما يقارب أسبوعين أو أكثر، و في مرة من المرات كنت أدعو الله أن يذهب عني هذه الوساوس لأنني لم أعد أحتمل المزيد، بدأت تأتيني وساوس أخرى، من تدعين؟ هل له وجود!! سبحانه، وما زالت تأتيني الوساوس الواحدة تلو الأخرى أشعر أن جبلا فوق صدري، حاولت صد الأفكار بإعجاز القرآن، ومع ذلك تأتيني وساوس ـ كذب، افتراء، صدفة، يتعامل مع جن، قرآن محرف ـ وإن لم يكن رسولا واتبعته فستكون حياتك قد ذهبت سدى، اعتزلت الناس، وفي البيت أجلس معظم الوقت وحدي، وفكري مشغول دائما بهذه الوساوس، وشاردة دائما، وبعض الناس ظن بي ظن السوء، أهملت دراستي تماما، وعلاماتي أصبحت متدنية جدا، وأنا الآن في سن مصيرية لتحديد تخصصي ـ علمي أم أدبي ـ حاولت تجاهل هذه الوساوس بسماع الأغاني الدينية والموسيقى، لكنها زادت الأمر سوءا، فقد كانت مولدا للنفاق في قلبي، كنت في السابق أبكي كثيرا من خوفي من الله، أما الآن: فلا أبكي وأشعر أنني منافقة أو كافرة، أخاف أن أكون ممن طبع على قلوبهم ودعوا إلى الهدى فلم ولن يهتدوا إذن أبدا، لأنني مع أنني أقرأ الإعجاز إلا أنني لا أستطيع تصديقه بسهولة، مع أنني أريد ذلك بشدة، أشعر بأنني كافرة بلا دين، ضاقت علي الدنيا وما فيها، فالكل يلومني على علاماتي وعلى تصرفاتي التي تغيرت في نظرهم، ساعدوني في حالتي، أريد الله في حياتي مجددا، أتوسل إليكم ـ ذكرت جزءا صغيرا جدا من الوساوس لكثرة عددها، لكنها أكبر وأسوأ بكثير من ذلك.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما هذه الوساوس التي تعرض لك في باب العقيدة فاطرحيها عن نفسك وجاهديها وتعوذي بالله منها وقولي: آمنت بالله، وانتهي عن الفكر فيها كلما عرضت لك، واعلمي أنك على خير عظيم ما دمت تجاهدين هذه الوساوس وأنها لا تضرك البتة، بل إنك تؤجرين على مجاهدتها والسعي في التخلص منها، وانظري الفتوى رقم: 147101، وما أحيل عليه فيها.

وانظري الفتوى رقم: 173259، لتزداد طمأنينة قلبك حول أدلة صدق النبي صلى الله عليه وسلم، وكون القرآن من عند الله.

وعليك أن تتوبي إلى الله من سماع الموسيقى، فإن سماعها محرم، وأقبلي على شأنك وأشغلي نفسك بما ينفعك في دينك ودنياك واجتهدي في مذاكرتك، فإن الشيطان يريد بهذه الوساوس أن يحول بينك وبين سعادتك في الدنيا والآخرة، واجتهدي في الدعاء بأن يرزقك الله رقة القلب ويصرف عنك هذه الوساوس.

واعلمي وأيقني أنك بحمد الله على الإسلام والتوحيد وأن هذه الوساوس لا تضرك ولا تخرجك من الملة ولا تكونين بها منافقة، بل إن كراهتك لها ونفورك منها دليل على صدق إيمانك ـ إن شاء الله ـ كما ننصحك بمراجعة طبيبة ثقة امتثالا لوصية النبي صلى الله عليه وسلم بالتداوي، كما تمكنك مراجعة قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني