السؤال
منذ قرابة خمسة أشهر وأنا في طريقي إلى الله، بدأت تأتيني أفكار: لماذا نعبد الله؟ وهل هو فعلا يستحق العبادة!!؟ سبحانه، انتفضت ورعبت وشعرت أن الله سيخسف السماوات والأرض بي وأصبحت أمشي في البيت وكأنني مجنونة بلا وعي، هممت بالاستعاذة، لكنها ما كانت تلبث حتى ترجع بشكل أسوأ، بقيت على هذه الحال ما يقارب أسبوعين أو أكثر، و في مرة من المرات كنت أدعو الله أن يذهب عني هذه الوساوس لأنني لم أعد أحتمل المزيد، بدأت تأتيني وساوس أخرى، من تدعين؟ هل له وجود!! سبحانه، وما زالت تأتيني الوساوس الواحدة تلو الأخرى أشعر أن جبلا فوق صدري، حاولت صد الأفكار بإعجاز القرآن، ومع ذلك تأتيني وساوس ـ كذب، افتراء، صدفة، يتعامل مع جن، قرآن محرف ـ وإن لم يكن رسولا واتبعته فستكون حياتك قد ذهبت سدى، اعتزلت الناس، وفي البيت أجلس معظم الوقت وحدي، وفكري مشغول دائما بهذه الوساوس، وشاردة دائما، وبعض الناس ظن بي ظن السوء، أهملت دراستي تماما، وعلاماتي أصبحت متدنية جدا، وأنا الآن في سن مصيرية لتحديد تخصصي ـ علمي أم أدبي ـ حاولت تجاهل هذه الوساوس بسماع الأغاني الدينية والموسيقى، لكنها زادت الأمر سوءا، فقد كانت مولدا للنفاق في قلبي، كنت في السابق أبكي كثيرا من خوفي من الله، أما الآن: فلا أبكي وأشعر أنني منافقة أو كافرة، أخاف أن أكون ممن طبع على قلوبهم ودعوا إلى الهدى فلم ولن يهتدوا إذن أبدا، لأنني مع أنني أقرأ الإعجاز إلا أنني لا أستطيع تصديقه بسهولة، مع أنني أريد ذلك بشدة، أشعر بأنني كافرة بلا دين، ضاقت علي الدنيا وما فيها، فالكل يلومني على علاماتي وعلى تصرفاتي التي تغيرت في نظرهم، ساعدوني في حالتي، أريد الله في حياتي مجددا، أتوسل إليكم ـ ذكرت جزءا صغيرا جدا من الوساوس لكثرة عددها، لكنها أكبر وأسوأ بكثير من ذلك.