الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أداء حق الوالد في البر لا يضر معه كراهيته لأذاه

السؤال

بر أبي. عبارة أقلقتني كثيرا أنا ‏وإخوتي, فنحن يا فضيلة الشيخ أسرة ‏مكونه من أب، وأم، و 5 بنات، وولد - ‏ولكن أبي دائما على خلاف مع أمي - ‏ورأينا منه الكثير الذي لا تكفي ‏السطور لكتابته, وأوذينا منه نفسيا، ‏وجسديا أنا وأمي وإخوتي, ولكنه مع ‏هذا يقرأ القرآن، ويصلي في المسجد, ‏ولكن مشكلته هي " الزواج " فلقد ‏تزوج على أمي أكثر من 10 مرات ‏بدون علم أحد، وفي كل مرة بعد ‏علمنا يرفض إتمام الزواج، ويطلق، ‏ثم يتزوج مرة أخرى، وهكذا إلى ‏آخر مرة التي لجأ فيها لطريقة غير ‏شرعية لإشباع رغبته، ومع هذا يقسم ‏أنه لم يفعل برغم الأدلة القاطعة، ‏ولكنه يقسم. المشكلة يا فضيلة الشيخ ‏هي أنني لم أعد أعرف واجبي نحوه، ‏فأنا لم أسئ معاملته يوما، ولكن قلبي ‏ينفر منه، ولا أحب التواجد معه أو ‏التحدث إليه، ولكني أطيعه في أوامره, لكن معظم الوقت أقضيه مع أمي، ‏وإخوتي وهو يجلس وحيدا يشاهد ‏التلفاز ولا يأكل معنا, ولكني أخشى ‏جدا من آية: (وصاحبهما في الدنيا ‏معروفا ) ولكن أيضا توجد آيه ‏تطمئني وهي: (لا يكلف الله نفسا إلا ‏وسعها ) فكيف لي أن أجمع بين ‏نفوري من أبي والبر به ؟؟!!!‏
أرجوكم أفيدوني. وجزاكم الله عنا كل ‏خير وجعل الجنة مثوانا ‏ومثواكم. اللهم أمين.‏

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلمي أن زواج الرجل على زوجته ليس خطيئة في ذاته، بل هو أمر أباحه الله تعالى بشرط العدل بين الزوجات، ثم انتبهي إلى أن الرمي بالفاحشة من غير بينة ظاهرة لا يجوز، وعلى أية حال فإن للوالد على ولده حقا مهما كان حاله، فإن الله قد أمر بالمصاحبة بالمعروف للوالدين المشركين اللذين يأمران ولدهما بالشرك؛ وانظري الفتوى رقم: 114460

فالواجب عليك بر أبيك والإحسان إليه، وطاعته في المعروف، ولا يجوز لك الإساءة إليه، أو معاملته بجفاء، فجاهدي نفسك واحمليها على طاعة الله ببر أبيك، وإذا قمت بما يجب عليك تجاهه من البرّ فلا تضرك كراهيتك له –إن شاء الله- لكن ينبغي ألا تستسلمي لمشاعر الكراهية نحوه، وأن تنظري إلى الجوانب الطيبة من أخلاقه وسلوكه؛ وراجعي الفتوى رقم : 49048

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني