السؤال
أرجوك أن تدعو لي: أكاد أجن، وضحية جنوني هم أطفالي وزوجتي، حدثت لي ثلاث قصص من الطلاق قبل سنتين أو أكثر واستفتيت فيها الشيخ سعد الشري ودار الإفتاء بالرياض وأفتوني بعدم وقوع الطلاق، فحمدت الله على حمدا كثيرا، وبعدها أصبحت في وساوس وأحاديث نفس وسبق أن قلت لي لا تلتفت إليها ولا تضرك، وكنت تقول لي الحلف بالطلاق من الفسوق وأوضحت لك أنها أفكار خارجة عن إرادتي وقلت لا يقع الطلاق حتى وإن نطق لسانك، وقصصي هي: إن كنت أصلي أو ذاهبا للصلاه أجد نفسي تحدثني بالطلاق، وإن حصل خلاف بيني وبين زوجتي تكون هناك ألفاظ من كنايات الطلاق، أعمل معلما، وأثناء تهديدي لطلابي أجد نفسي تخالفني وتقول داخل نفسي علي الطلاق، إن وعدت شخصا بفعل شيء معين وقلت له إن شاء الله سآتيك، أجد نفسي تقول علي الطلاق، إن كنت أقرأ جريدة أو كتابا أجد نفسي تقول إنني أحلف بالطللاق، تركت العديد من النوافل بسبب هذه الأفكار.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلقد أسلمت نفسك واستسلمت للوساوس حتى جاوزت بك حدّ الطاقة وبلغت منك مبلغا عظيما جلّ عن التحمل، فهذه الهواجس التي تصاحبك في كل صغيرة وكبيرة فيما له علاقة بالطلاق وما لا علاقة له به ليست كلها إلا وسواسا عاتيا ومحض إغراء من الشيطان الرجيم، فقد ظفر منك عدوّك بما أمّل فأتعس حياتك ونغّص عليك عيشك وبدّل حلوها عليك مرّا، وشغلك بمتاهات من الوهم لا منتهى لها، ثم صدك بعد ذلك عن بعض ما كنت تقوم به من نوافل القرب، فعليك أن تستشعر ما أنت فيه فتستعيذ بالله من نزغ الشيطان وتضرع إلى الله تعالى بالدعاء وتعود إلى ما كنت تفعل من نوافل القرب، وتلازم الأوراد المشروعة وتسترقي لنفسك وتأخذ بأسباب العلاج الحسية والمعنوية وتصبر عليها حتى يرزقك الله الشفاء.
أما الطلاق: فغير واقع بشيء مما ذكرت جميعه، إذ لا يقع الطلاق بحديث النفس دون التلفظ به، ولا مع الشك في وقوعه، ولا تحت إكراه الوسواس وضغطه، وراجع الفتوى رقم: 99816.
والله أعلم.