السؤال
أنا شاب مسلم شديد العناية بديني حسب الاستطاعة، ومتمسك بطاعة والدي وخاصة أمي، حيث أقوم دائما بكل الأشياء التي تريدها، وذلك من أجل إرضائها، وبصراحة أحبها حبا شديدا ـ ولله الحمد ـ إلى درجة أنني أتفهم تلقائيا ما يدور في خاطرها قبل أن تحدثني به، وموضوع قلقي يدور حول مسألة الزواج، حيث عرضت علي أمي فتاة من أقاربها وقالت لي بأنها معجبة بها: وما شاء الله عليها، فلم أصرح لها بشيء وأقول لها دائما بأن كل شيء مكتوب ومرحبا بقضاء الله، وكما أذكرها مرارا بأنني ما زلت أزاول الدراسة وفي نفس الوقت أقوم بصلاة الاستخارة بصفة مستمرة وأستشير الناس الثقات في هذا الأمر، وأقول لكم بصراحة أنني لم أتوصل إلى الفصل في هذه المسألة وذلك لما ينتابني من تردد وشكوك وعدم اتضاح الرؤية، وعلى الرغم من كل هذا التردد إلا أنني قررت في نفسي أن أنحني لطلب أمي وأقوم بخطبة هذه الفتاة بعد نهاية السنة الدراسية، رغم أنني لم أبدأ في أي وظيفة، وقلت لأمي بأننا سنتقدم لهذا الأمر في أوانه ولا مفر من قدر الله، وبعد مرور بضعة أيام من قراري، إذا بأحد الأقارب يأتي ويخبرني بأن تلك الفتاة مخطوبة وأهلها قد قبلوا بتزويجها، وبعدها أبلغت أمي بما حدث وقلت بأننا ضيعنا الكثير من الوقت، فقالت لي إن هذ ا مكتوب ورفعت يديها إلى السماء ودعت لي بزوجة صالحة، لكنني ما أزال محرجا وخائفا من عذاب الله، لأنني لم أوفق، أو كنت غافلا لأنني لم أتوصل إلى قضاء حاجة أمي في الوقت المناسب، وأنا خائف أن لا ترضى علي أمي، وأن أضيع في ملذات الدنيا وشهواتها، ولا أعرف ماذا أفعل، وعندما أدعو أشعر أنني أطلب المستحيل، وأسألكم الدعاء لي بالستر والمغفرة والزوجة الصالحة، وجزاكم الله خيرا.