الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشك في الإيمان.. الداء واللدواء

السؤال

أنا شاب مسلم أحاول الالتزام بديني وأعيش في فرنسا، ومنذ ثلاثة أشهر أعاني من الشك وفي حالة يرثى لها ـ عافاني الله وإياكم منه ـ بسبب ما يدرسونه لنا من التطور في درس الإحياء، وبسبب دروس الفلسفة، وبسبب الأصدقاء غير المسلمين أو الكتابيين، فأطلب منكم الدعاء وإرشادي إلى كيفية تقوية إيماني لكي أصبح على يقين كما كنت سابقا، وهل التطور مرفوض جملة وتفصيلا أم ماذا؟ وهل ما أصبت به وسواس أو هو لقلة علمي؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يجزيك خيرا على حرصك على الالتزام بدينك، ونسأله سبحانه أن يحفظك ويرزقك الثبات على الحق وحسن الختام والبعد عن الآثام، واعلم أن من أعظم أسباب الثبات دعاء الله تعالى، فالقلوب بين أصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء، ففي سنن الترمذي عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ـ فقلت: يا رسول الله؛ آمنا وبك وبما جئت به، فهل تخاف علينا؟ قال: نعم، إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها كما يشاء.

وهنالك وسائل أخر سبق بيانها بالفتاوى التالية أرقامها: 12928، 1208، 10800.

والدراسة المذكورة إن كانت تتضمن شبهات لا سبيل لك إلى دفعها، وتخشى أن تكون سببا في فتنتك وجب عليك تركها، فالدين أسمى وأغلى، وإن أمكنك الحصول على مجال للدراسة في بلد مسلم فهو أولى، ففي بلاد الكفر كثير من أسباب الفتنة، وقد تجب الهجرة منها وذلك فيما إذا خاف المسلم على نفسه الفتنة، وراجع الفتويين رقم: 2007، ورقم: 152931.

ويجدر التنبيه هنا على أن مجرد الوسوسة في الإيمان لا تؤثر عليه إن كان صاحبها يدافعها، ونرجو أن تطالع بعض الفتاوى التي تتعلق بنظرية دارون وبعض الإضاءات حولها في الفتويين رقم: 4755، ورقم: 150801.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني