السؤال
أنا مهندس أعمل في شركة أجنبية، في دولة خليجية، وبالطبع يعمل معي أناس من جنسيات متعددة من غير المسلمين، بالتالي بدأت أشك في طهارة كل شيء يمسونه من أدوات مكتبية، أو مقاعد، أو أقلام، أو هاتف المكتب، أو مقابض الأبواب إلخ. حيث إنهم لا يتطهرون بالماء بعد قضاء الحاجة، وعادة ما أراهم يخرجون من المرحاض ولا يغسلون أيديهم.
فماذا أفعل لقد أصبحت أغسل يدي كلما مسست شيئا قد مسه أحدهم، أو إن صافحت زميلا لي(مسلم) قد صافح أحدا منهم حتى تشققت يداي وصارت تنزف من كثره غسلها بالماء والصابون؟
أيضا أصبحت أشك في طهارة أي شيء يمسه غير المسلمين، وما أكثرهم في بلاد الخليج، حتى إني أشك في طهارة أي شيء أشتريه من السوبر ماركت أو المكتبة؛ لأن البائع غالبا يكون من غير المسلمين.
فماذا أفعل؟؟؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنحذرك كما نحذر كل مبتلى بالوسوسة من هذا الداء، فإياك والاسترسال مع الوساوس، فإنه يفضي بك إلى شر عظيم، بل أعرض عن كل ما يعرض لك منها، ولا تلتفت إلى شيء من ذلك البتة؛ وانظر الفتوى رقم: 51601.
ولتعلم أنه لا يحكم بانتقال النجاسة بمجرد الشك؛ لأن الأصل الطهارة؛ وانظر في ذلك الفتوى رقم: 128341.
وكذلك الأصل في الكافر أنه لا ينجس النجاسة الحسية، وإنما نجاسته معنوية لكونه يعتقد الشرك، فبالتالي يده وشعره وغيرهما الأصل فيها أنها طاهرة، فلا تخرج عن هذا الأصل إلا بيقين.
قال في الإنصاف: قَوْلُهُ (وَلَا يَنْجُسُ الْآدَمِيُّ بِالْمَوْتِ). هَذَا الْمَذْهَبُ. وَعَلَيْهِ جُمْهُورُ الْأَصْحَابِ، مُسْلِمًا كَانَ أَوْ كَافِرًا، وَسَوَاءٌ جُمْلَتُهُ وَأَطْرَافُهُ وَأَبْعَاضُهُ. انتهى.
والله أعلم.