السؤال
أريد تفسير قوله تعالى: "لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس .."
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فتفسير هذه الآية كما جاء في تفسير الطبري: يقول تعالى ذكره: لاَبْتداع السموات والأرض، وإنشاؤها من غير شيء، أعظم أيها الناس عندكم إن كنتم مستعظمي خلق الناس، وإنشائهم من غير شيء من خلق الناس، ولكن أكثر الناس لا يعلمون أن خلق جميع ذلك هين على الله.
وقال ابن كثير: يقول تعالى منبها على أنه يعيد الخلائق يوم القيامة، وأن ذلك سهل عليه، يسير لديه -بأنه خلق السموات والأرض، وخلقُهما أكبر من خلق الناس بدأة وإعادة، فمن قدر على ذلك فهو قادر على ما دونه بطريق الأولى والأحرى.
وفي تفسير القرطبي: { لَخَلْقُ السماوات والأرض أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ الناس }. أي أعظم من خلق الدجال حين عظّمته اليهود. وقال يحيى بن سلام: هو احتجاج على منكري البعث؛ أي هما أكبر من إعادة خلق الناس، فلم اعتقدوا عجزي عنها. { ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يَعْلَمُونَ } ذلك .
وفي التحرير والتنوير لابن عاشور: ولما كانوا مقرّين بأن الله هو خالق السماوات والأرض، أقيمت عليهم الحجة على إثبات البعث بأنّ بعْث الأموات لا يبلغ أمره مقدار أمر خلق السماوات والأرض بالنسبة إلى قدرة الله تعالى. والكلام مؤذن بقَسَم مقدّر؛ لأن اللام لام جواب القسم، والمقصود: تأكيد الخبر.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني