السؤال
أعاني من وسواس متقلب ومتنوع، فتارة يأتيني في الصلاة، وتارة في الوضوء، وفي أمور كثيرة، لكن الوسواس الأكبر المزعج هو الخوف على الأشياء، فحين أدعو بدعاء: اللهم إني استودعتك.....يا من لا تضيع ودائعه ـ وأصل الجزء الأخير الذي أذكر فيه أهلي وعرضي وأنتهي من الدعاء، يأتيني الخوف عليهم ثانية فأعيد الجملة: وعرضي وأهلي، يا من لا تضيع ودائعه ـ وأعيدها مرات قد تصل إلى عشر مرات أو تتجاوز العشرة إلى أن أضجر من ذلك، وأترك الأمر وأنا غير مطمئن، فهل هناك حد أدنى من الزمن يعاد عنده الدعاء؟ ككل صباح مثلاً، أو كل مساء؟ أو حل للوسواس؟ خصوصا الخوف على الأهل وخصوصاً بعد سماعنا للجرائم الأخيرة كالعاملة المنزلية قاتلة الطفلة، وفي الوضوء أتوهم أنني لم أغسل يدي أو رجلي كاملة مع يقيني بذلك، وحين أحاول دفع الوسواس أنهزم أمام كون الوضوء كله أركاناً وليس فيه واجبات إلا التسمية، فالركن لا يسقط بأي حال، فأخاف بطلان الوضوء وبالتالي بطلان الصلاة، فأعيد الحركة إلى أن يمر وقت من الزمن فأنتهي من الوضوء بعد وقت أطول من المعتاد، الجزء الأول من سؤالي هو الأهم
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الدعاء بتحصين الأهل وتوديعهم لله ليس فيه عدد محدد؛ إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان إذا دعا دعا ثلاثاً، وإذا سأل سأل ثلاثاً. رواه مسلم.
وقال: النووي في شرحه: فيه استحباب تكرير الدعاء ثلاثا. اهـ.
وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في التعوذات المأثورة مساء وصباحا تحديد سؤال الله العافية للأهل مرة في حديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح: اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عورتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي. قال: يعني الخسف... الحديث رواه أحمد وأبوداود، وغيرهما، وصححه الألباني.
وكذلك جاء عنه تكرار الدعاء بـ: اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت، اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر، وأعوذ بك من عذاب القبر، لا إله إلا أنت، ثلاث مرات صباحاً ومساءً. رواه أبو داود، وأحمد والنسائي في عمل اليوم والليلة.
وأما عن الوضوء: فإن الواجب فيه غسلة واحدة، فإن تيقنتها فلا تلتفت إلى التوهم، وراجع في دفع الوسوسة الفتويين رقم: 101633، ورقم: 99989.
والله أعلم.