الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الذكر هو الحصن من وساوس الشيطان

السؤال

أنا ملتزم بدين الرحمن، وأحس براحة ‏كبيرة ليس لها حدود. فعندما آكل ‏أحس بفرحة لأني آكل وفقا للشريعة ‏الإسلامية.‏
ولكن جاءني وسواس الطهارة، ولا ‏حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.‏
ولكن الله سبحانه وتعالى أعانني، وقد ‏قمت بقهر هذا الشيطان.‏
وبعد أن قهرت الشيطان جاءني ‏وسواس صعب جدا ألا وهو وسواس ‏الشرك.‏
بدأ كالآتي: كنت أذاكر وأشجع نفسى ‏فأقول: أنا يجب أن أقهر الشيطان، ‏فالشيطان يقول للملك تبارك وتعالى، ‏وبدل ما أقول آية: فبعزتك لأغوينهم ‏أجمعين. نطقت في سهو آية: ما يلفظ ‏من قول إلا لديه رقيب عتيد؛ لأني ‏تعودت على نطق الآية.‏
طبعا ظننت أني أشركت، فجلست ‏متضايقا، وأنا جالس أذاكر لأن عندي ‏امتحان، فوجدت وأنا أذاكر مكتوبا: ‏المسيح يدعو إلى إتقان العمل.‏
فقمت -والعياذ بالله- بالبصاق على ‏الكتاب؛ لأني تضايقت من أسلوبه. ‏وبعد ذلك قال لي العلماء إن ذلك ‏عادي.‏
ولكن قبل ذلك ذهبت للامتحان ‏وأجبت بشكل جيد. وكيف ذلك؟ يعني بقدرة الملك الجبار؛ لأني ذاهب ‏للامتحان كأني أموت؛ لأني ظننت ‏أني أشركت.‏
فبحثت على الإنترنت لكي أكفر عن ‏الشرك. فماذا أفعل؟
قالوا التوبة النصوح، فقلت لازم أتوب، فصعدت في غرفة ‏لوحدي، وجلست ما يقرب من ‏الساعتين أتوب، والله أبكي، ولكن أيضا جاءتني وسوسة، فبعد ‏مثلا ما أنهيت التوبة وغلطت مثلا في حرف وأنا أتوب، ‏يعني مثلا قلت ندمت على ما ‏فعلت؟؟؟؟؟؟
أو أخطأت وقلت أي شيء بطريق ‏الخطأ أثناء التوبة، أو بعد انتهائها ‏تأتي لي وسوسة أنه قد بطلت توبتك، يجب أن تعيد التوبة من جديد. ‏وأجلس بالساعات هكذا حتى تضيع ‏الصلوات، ثم أنزل لكي أستحم، ‏وصليت، ونمت. فاستيقظت مبسوطا، ‏رجعت لربنا. وما أجمل الرجوع لربنا. فجلست أذكر الله.‏ وأنا أقول سبحان الله وبحمده، سبحان ‏الله العظيم.‏ ففي نصف كلمة وبحمده اختلط علي الأمر، فجاءت لي أفكار أنت الآن ‏أشركت، ويجب عليك التوبة ‏والاغتسال.‏
ووسوس لي الشيطان بعد ذلك ألا ‏أذكر الله بعد ذلك؛ لأني سوف أخطئ ‏وبالتالي أشركت.‏
فالمهم ذهبت لأستشير أبي فقال لي: ليس عليك أي شيء، وهذا ‏وسواس.‏
وقال لي الوزر علي، كل الوزر علي ‏والمقصود على أبي يعني؟؟؟؟
أبي قال لي أنا أتحمل الوزر عنك، وأصلا ليس هناك وزر.‏
فالمهم كل وقت أسأل أبي. ومن ‏الأسئلة التى سألتها لأبي:‏ أكتب على النت لشخص: إني أحبك ‏في الله. فغلطت في كلمة الله غصبا عني، ‏وبعد ذلك عدلتها.‏
سؤال آخر: قلت بتوفيق ربنا إن شاء ‏الله ربنا سيوفقني.‏
‏ ومثلا قلت: والنبي يا رب.‏
وقلت لماما مثلا: والنبي يا ماما ‏سامحني.‏
فقلت من حلف بغير الله فقد أشرك.‏
فقلت أسأل أبي فقال: نعم الحديث، ‏ولكن أكمل بقيت الحديث: وكفارته لا إله إلا الله.‏
وذهبت لأسأل شيخ الجامع فقال لي لا ‏شيء عليك؛ لأن هذه من العادات. ولكن أصبحت لا أصدق إلا نفسي. ‏
ومن الأفكار أيضا: ما حكم قول بعد ‏إذنك لشخص ما.‏
وقلت لأبي أيضا: يأتي لي الشيطان ‏فيوسوس لي ببعض الأفكار التي لو ‏نطقتها لو صرت فحما فهذا سهل. ‏ولكن تأتي لي وساوس بأني نطقت ‏بها كيف ‏لا أعرف؟؟
كنت أستمع للقرآن مرة، فجاءت آية ‏فاندمجت معها والآية: والله يدعو إلى ‏الجنة والمغفرة بإذنه.‏
فأشرت لأعلى كما يفعل بعض ‏الخطباء، فجاءت لي وساوس على ‏ماذا تشير، فنزلت يدي بسرعة فيدي ‏أشارت على مكان آخر. فجاءت ‏الوسوسة؟؟؟؟
فهذه هي بعض الأسئلة التي كل حين أسألها لأبي، فيقول لي ليس ‏عليك شيء. أقول له: احلف يا أبي.
يقول لي: والله ليس عليك شيء، وإن ‏كان عليك شيء فأنا أتحمله عنك، علما ‏بأن كل الأسئلة والمواقف التي ‏ذكرتها لكم سابقا يوسوس لي ‏الشيطان بالشرك بطرق متعددة.
فإما يقول نطقت كذا ، وإما يقول لي: لا أنت قصدك كذا.
وكل حين أتوب في خمس ساعات ‏ساعتين. وبعدها بقليل أو على طول ‏تحدث لي هذه المواقف التي ذكرتها ‏فأرجع أتوب، وهكذا وأستحم بعد كل ‏توبة وهكذا رغم أن أبي يقول لي: ‏والله ليس عليك شيء، وإن كان عليك ‏شيء فأنا أتحمله عنك.‏
ولكن أيضا لا أصدقه غصبا عني ‏أيضا.‏
وأيضا: ما حكم قول إن شاء الله بدون ‏الهمزة، يعنى قلت ملتزم بدين الله ‏إن شا الله لو في المريخ؟
وفي يوم من الأيام شاهدت موقع ‏دينيا يتكلم عن العلاقة بين الزوجين ‏ولكل بشكل ضايقني، يعني شاهدت ‏سؤالا ضايقني، كنت أبحث في موقع ‏ديني فشاهدت سؤالا ضايقني فقمت ‏بالبصق عليه. ما الحكم هل هذا شرك؟ ‏
فماذا أفعل؟
نرجو قراءة كل موقف ‏وكل سؤال، والرد بتفصيل لو سمحت ‏ماذا أفعل الموضوع صعب جدا ‏وطبعا لما يحدث موقف من هذه ‏المواقف يوسوس لي الشيطان بالشرك، فطبعا الشرك مصيبة، فأهمل الصلاة والعبادة، بعد أن كنت ‏أستريح. ‏
فماذا أفعل؟ أتمنى قراءة كل ‏الموضوع بكل تفصيل. ‏
والرد على كل استفسار وماذا أفعل؟
أعلم أن هذا سوف يتعبكم ولكن كله ‏بثوابه.‏
أنا بادئ الإجازة وعندي ‏أشياء كثيرة أريد أن أعملها في طاعة ‏الله.‏
فأرجو الرد العاجل بكل تفصيل.
رزقك الله فضيلة المفتي وأدخلك ‏الفردوس الأعلى. ‏
ورزقك الفردوس الأعلى بكل حرف ‏تعبت نفسك فيه وقرأته. ‏
ربنا يبارك لكم يا رب.‏

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق أن تكررت منك عدة أسئلة صرحت فيها بأنك مبتلى بالوسوسة في العقيدة، والطهارة وغيرها.

والعلاج الناجع لك أن تعرض إعراضا كليا عن الاسترسال مع الشيطان في هذه الوساوس، وثق أنه لم يحصل منك كفر، وأن مجرد الخطأ في حرف ما لا يقع به الكفر؛ لأن الخطأ معفو عنه.

وإياك وطاعة الشيطان في ترك الذكر؛ فان الذكر هو الحصن المنيع الذي يتحصن به العبد من الشيطان، كما في حديث الحارث الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وآمركم بذكر الله كثيراً، وإن مثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره حتى أتى على حصن حصين فأحرز نفسه فيه، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله. رواه أحمد والترمذي والحاكم وأبو يعلى واللفظ لأبي يعلى وصححه الأرنؤوط والألباني.

وأما الحلف بغير الله فهو من الشرك الأصغر، وينبغي علاجه -كما قال لك الوالد- بقول كلمة التوحيد، كما في الحديث الصحيح عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من حلف باللات والعزى! فليقل: لا إله إلا الله. ومن قال لصاحبه: تعال أقامرك، فليتصدق.
وثق أن توبتك التي بكيت فيها مقبولة إن شاء الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني