الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا كفارة ولا إثم على الصغير في حلفه ما لم يبلغ

السؤال

منذ فترة قامت أختي الصغيرة ـ وعمرها 9 سنوات ـ بسرقة مال من جيب أبي دون علمه، وكررت هذا مع أمي، وبعد اكتشافنا الموضوع سألناها عن المبلغ الذي أخذته, وكم مرة كان ذلك؟ فقالت لنا المبلغ10 ريالات، وكانت هذه أول مرة ـ طبعا كذبت ـ فقلت حينها لا يمكن أن يفضح الإنسان من أول مرة وأعدنا سؤالها مرة أخرى عن المبلغ الذي فقدته أمي ـ وكان 15 ريالا ـ فاعترفت أنها أخذته أيضا، فقلت حينها سأسألها عن أي مبالغ أخرى قد أخذتها، لأن والدتي قالت لا بد أنها فعلت هذا منذ زمن طويل أكثر من هذه المرات التي أخبرت بها, وعندما سألتها أنكرت في البداية، ومع إلحاحي اعترفت أن الموضوع تكرر معها ثلاث مرات، مرتين من أبي، والثالثة من أمي, ولكنها اشترطت علي أن أحلف أولا أن لا أخبر أحدا, وعند حديثي مع أمي أخبرتها بما قالته، لكي أبرئها من التهم الأخرى ـ وهي أن تكون مارست هذا الفعل منذ وقت طويل ـ وسؤالي هو: هل علي كفارة يمين؟ وإذا كانت، فما مقدارها؟ أختي كانت تحلف مع كل مرة نسألها كذبا، حيث حلفت في المرة الأولى على إنكار السرقة تماما، ثم في باقي المرات, فما حكم هذه الأيمان الكاذبة لمن في مثل سنها؟ وما حكم السرقة منها؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنك قد حنثت في يمينك على عدم إخبار أحد بما قالت لك أختك، فعليك أن تكفري عن يمينك، والكفارة هي: إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، أو تحرير رقبة، فإذا لم تجدي شيئا من ذلك فعليك صيام ثلاثة أيام، وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 2654، 2022، 8784.

ولا كفارة ولا إثم فيما فيه كفارة أو إثم على البنت الصغيرة إذا لم تكن بلغت، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاث، فذكر منهم: الصبي حتى يشب. أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجه.
ولمعرفة شروط التكليف انظري الفتوى رقم: 53060، وما أحيل عليه فيها.

ولعرفة كيفية توجيه الطفل إذا سرق وحلف بالله كاذبا انظري الفتوى رقم: 80475.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني