السؤال
عاهدت الله وكنت مكسور القدم ألا أنظر من سطح بيتي إلى بيت الجيران، فغلبني الشيطان ونظرت ـ ولا حول ولا قوة إلا بالله ـ علما بأنه لا يوجد شيء عندهم، بل لمجرد الشعور أنه حرام وتجسس ولا أرضاه لنفسي، فشعرت أن حياتي تغيرت وأحسست بغضب الله وانعكس ذلك على أبنائي الصغار، وأحس بندم عظيم في صدري، وبكيت والله على ذنبي وأشعر في نفسي بغربة، ولا أدري كيف أصلح ما كسرته مع ربي من نقض العهد؟ فهل هناك طريقة لترميم ما أعطبته؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن النظر في بيوت الناس بغير إذنهم لا يجوز، ويتأكد ذلك في حق الجيران، فقد روى البخاري وغيره عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ رَجُلًا اطَّلَعَ ـ نظر ـ مِنْ جُحْرٍ فِي دَارِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحُكُّ رَأْسَهُ بِالْمِدْرَى، فَقَالَ: لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَنْظُرُ، لَطَعَنْتُ بِهَا فِي عَيْنِكَ.. الحديث
ولا شك أن خلف العهد مع الله تعالى في ترك محرم أشد من خلف العهد في غيره لاجتماع معصيتين فيه هما: خلف العهد، وارتكاب المحرم، ولعل ما تحس به في نفسك وتلاحظه على أبنائك هو من شؤم المعصية.. وما دمت قد ندمت على ذلك.. وتبت منه فلتحمد الله وتستمر على ذلك وتعمل ما استطعت من النوافل وأعمال البر وتخرج كفارة يمين، فقد سبق أن بينا في الفتوى رقم: 7375، أن نقض عهد الله كفارته كاليمين مع التوبة.
ولتبشر بخير، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، والتوبة تمحو ما قبلها، ولو كان أعظم الذنوب وهو الشرك بالله تعالى، ما لم يغرغر صاحبها أو تطلع الشمس من مغربها..
والله أعلم.