السؤال
أنا أعاني من الوسواس القهري في الكفر وفي أشياء أخرى, وعندما أفكر في فعل كفري أو استهزاء مثلًا, فأنا أفعله, لأني لا أملك حرية الاختيار, ولا أستطيع منعه إلا بمشقة شديدة, والتفكير عندي يساوي الفعل, فماذا أفعل؟ هل أمنع نفسي من التفكير؟ فهذا أمر شاق جدًّا, وإذا فكرت عمدًا في ذلك, مع علمي أنه سيقع فعل كفري فهل أكون قد كفرت بذلك مع أني غير راضية عن الفعل؟ وإذا تعمدت التفكير لكي يقع الفعل الكفري مع أني غير راضية أيضًا فهل أكفر؟ وإذا كنت متعبة وأبكي, وخطر ببالي هذا الفكر الملح عليّ, ولم تكن لي رغبة في مقاومته وقتها, لأني كنت أبكي ومنهارة ففعلته عمدًا لأنني مللت فهل كفرت؟ وعندما علمت أن الخوف وعدم الاسترخاء يزيد وساوس الأفكار والأفعال تعمدت تخويف نفسي؛ لكي تزيد عندي, مع أني غير راضية عن الأفعال الكفرية عندما تقع, فإذا وقع مني أي فكر أو فعل قهري فهل أكون كفرت بهذه النية؟ أرجو سرعة إجابتي عن أسئلتي كلها - بالله عليكم - وأرجو عدم الإحالة, وأرجو الدعاء لي بالشفاء العاجل الدائم التام, وأرجو إرشادي ماذا أفعل كي تتوقف هذه الأفكار؟ فمشكلتي في الأفعال التي تحدث.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعليك بالإعراض والتلهي عن التفكير في تلك الأمور ودفعها بقدر طاقتك, وإذا غلب هذا التفكير على عقلك دون اختيار منك فلا إثم عليك - إن شاء الله - مع الاستمرار في مجاهدته, وانظري الفتوى رقم: 75056.
وأما الأفعال الكفرية التي تصدر منك فعليك مجاهدة نفسك على عدم صدورها بقدر طاقتك، فإن صدرت دون اختيار منك فلا إثم عليك - إن شاء الله - لعموم قوله عليه الصلاة والسلام: إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. رواه ابن ماجه, وصححه الألباني.
وأما تعمد فعل ما يؤدي إلى تلك الوساوس, أو تعمد التفكير في تلك الأمور المؤدية إلى صدور الأفعال الكفرية منك، فلا يجوز بداهة؛ لأن الوسائل لها حكم المقاصد؛ فعليك الكف عن ذلك التفكير بقدر طاقتك, وننصحك بعرض حالتك على مختصين ثقات في الطب النفسي، كما يمكنك الاستفادة من الرابط التالي:
http://consult.islamweb.net/consult/index.php?page=listing&pid=299
وراجعي أيضا للفائدة الفتوى رقم: 43339، والفتوى رقم: 75056.
نسأل الله سبحانه أن يعافيك, ويعفو عنك.
والله أعلم.