السؤال
أنا فلسطيني, ولوالدي بيت في فلسطين, ولكنهم يعيشون – أبي وإخوتي - في الإمارات للعمل, وأنا وزوجتي نعيش ونعمل في مسقط في عمان في مشروع ينتهي بعد مدة معينة, وهي أربع أو خمس سنوات, نسافر كل ثلاثة أو أربعة أشهر بالسيارة حوالي الخمس ساعات لزيارة أهلي في الإمارات, ونمكث هناك من أسبوع إلى أسبوعين, ونسافر كل سنة بالطائرة إلى فلسطين لزيارة أهل زوجتي, فأمكث أنا ثلاثة أسابيع, وزوجتي تبقى من شهر إلى شهر ونصف, بعدي أو قبلي, وعليه, فإن مسألة الجمع والقصر في الصلاة للمسافر من المسائل التي عسر عليّ تصنيف وضعي فيها, فأي البلاد مقامي؟ هل هي مسقط التي أقيم فيها لغرض معين, ولأجل أغلب أظن أنه معلوم - خمس سنوات - فإذا انقضى الغرض أو انتهت المدة خرجت من مسقط؟ أم بلدي دبي حيث أهلي وإخوتي؟ أم فلسطين التي لا أسكنها إلا شهرًا في السنة, ولكن بيت أهلي هناك؟ وإذا انقضت أعمالنا وحاجاتنا في بلاد الغربة فلا يسمح لنا بالعيش إلا في فلسطين, وإن مسألة الجمع والقصر في الصلاة للمسافر من المسائل التي استعصى عليّ اتباع رأي فيها, فمن العلماء المعروفين من قال بجواز الجمع والقصر إذا نوى المسافر الإقامة ثلاثة أيام, أو أقل, ومنهم من قال 12 يومًا, كما اختلفوا في مسافة السفر, فمنهم من قال 81 كيلومتر, ومنهم من قال 16 KM, وغيرها من الآراء في المسافة والزمن, ولكن الدكتور خالد بن عبد الله بن محمد المصلح المفتي المعروف وأستاذ الفقه بكلية الشريعة بجامعة القصيم, ومن قبله الشيخ محمد بن صالح العثيمين قالوا: إنه لا تحديد للسفر, بل المهم أنه سفر, سواء كان بعيدًا أو قريبًا, ولا تحديد للزمان ما دام المكوث في البلد لزمن محدد, وغرض معين يترك البلد بانقضائهما, فمثلًا: طالب العلم في بلد أجنبي يجوز له الجمع والقصر طول فترة الدراسة حتى يعود لبلده, واستدلوا بأفعال بعض الصحابة, وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يحدد مسافة ولا زمنًا, وبناء على ما تقدم, فهل أجمع وأقصر وأنا في مسقط ؟ وهل أجمع وأقصر عند زيارتي لأهلي في الإمارات؟ أو أجمع وأقصر عند العودة لفلسطين للزيارة؟ وما هي مسافة الجمع والقصر - نورونا أنار الله طريقكم -؟